منظمة ثابت لحق العودة
 
الصفحة الرئيسية من نحن إتصل بنا
حراك ثابت
أخبار ثابت
بيانات ثابت
حراك إعلامي
إصدارات ثابت
محطات على طريق العودة
تقارير ثابت الإلكترونية
إبداع لاجئ
أرشيف ثابت
صدى اللاجئين
حملة انتماء
حملة العودة حقي وقراري
مبادرة مشروعي
مقالات العودة
تقارير وأبحاث
انضم لقائمة المراسلات
 
 
صفحتنا على الفايسبوك
عضوية منظمة ثابت في إتحاد المنظمات الأهلية في العالم الإسلامي
 

تعـاون بيـن «الشـؤون» و«الأونـروا»

يستهـدف اللاجئيـن الأكثـر عرضـة للخطـر


زينة برجاوي

أن يبادر وزير في الحكومة اللبنانية إلى زيارة أحد المخيمات الفلسطينية، ويكون شاهداً على بؤسها، هو بحدِّ ذاته «عرس» بالنسبة إلى اللاجئين الفلسطينيين. وأمس عاش أهالي مخيم برج البراجنة أجواءً احتفالية مع وصول وزير الشؤون الاجتماعية وائل أبو فاعور إلى ديار تهجيرهم. هنا يقابل «معالي الوزير» اللاجئين وجهاً لوجه، بعدما اعتادوا بحث قضاياهم على طاولات الحكومات المتعاقبة، موعودين بحقوق مدنية لم يقرّ معظمها فعلياً حتى الساعة، فيما يفتقر ما نالوه إلى آلياته التنفيذية. غياب يجعل منه مجرد حبر على ورق.

ومع ذلك حضر أبو فاعور إلى المخيم «رسمياً» ليوقّع اتفاقية تعاون مع وكالة «الأونروا»، تنصّ على رعاية وتأهيل وحماية الأطفال والمعوقين والمسنين داخل المخيمات الفلسطينية في لبنان. وللمرة الأولى سينشأ في مقر «الأونروا» صندوق للتبرعات تابع لوزارة الشؤون الاجتماعية، تتولى الوكالة من خلاله تنفيذ مشروعها لمساعدة الفئات المعنية بالمشروع.

وتشمل المذكرة وفق ما أكده أبو فاعور «تقديم الخدمات للاجئين الفلسطينيين في لبنان ممن هم اكثر عرضة للخطر من خلال المؤسسات المتخصصة التابعة للوزارة او المتعاقدة معها، مشيراً إلى «ان صندوقاً خاصاً سينشأ في الاونروا بهدف تغطية تكاليف هذه الخدمات».

وبالطبع، لن يشفي هذا الصندوق جروح اللاجئين في ظل الظروف الصعبة التي يعيشونها داخل مخيماتهم منذ العام 1948، إلا أنه قد يسكِّنها، على أمل أن تفتح زيارة أبو فاعور الطريق أمام زملائه في وزارات أخرى، ليبادروا إلى إطلاق برامج مماثلة. ويحتاج المرضى ذوو الحالات المستعصية في المخيمات، على سبيل المثال لا الحصر، إلى لفتة من وزارة الصحة اللبنانية، خصوصاً أن عدداً كبيراً منهم لا يتلقى العلاج، بسبب عدم قدرته على تحمل تكلفته. وهو ما عبّرت عنه بعض النساء اللواتي كنّ يراقبن جولة وزير الشؤون من نافذة المنزل، فصاحت إحداهن «معالي الوزير أهلاً بك في المخيم، لكن أين هم زملاؤك».

عند مدخل برج البراجنة، أعدت فاعليات المخيم استقبالاً ترحيبياً «بالزيارة التاريخية». لفتة قابلها الوزير بجولة على المخيم يتفقد أحوال أهله. هناك سار أبو فاعور تحت المطر لاستحالة فتح مظلته بين الأسلاك الكهربائية الشائكة والمتشابكة على انخفاض في الأزقة الضيقة. كما أبدى أبو فاعور تفهماً لاستقباله على أضواء «وحدة إمداد الطاقة» (يو.بي.أس)، لأنه يدرك أكثر من اللاجئين اسباب انقطاع الكهرباء «شبه الدائم» عن المخيمات.

واستهل أبو فاعور جولته في المخيم بزيارة مركز الأنشطة النسائية فيه، واطّلع من النساء على تحديات حياتهن اليومية في المخيم. بعدها، دعاه أحد سكان المخيم الى التعرّف على «منطقة فسّوح البرج»، حيث تقع عشرات من المنازل الآيلة للسقوط. وصعد أبو فاعور إلى أحد المنازل المتصدّعة والمهددة بالسقوط بين لحظة وأخرى، فيما تقطنها بعض العائلات، ولأن اللسان قد يعجز احياناً عن الكلام في حالات مماثلة، فقد اكتفى الوزير بالقول «والله ما بيصير هيك».

ووصل ابو فاعور بعدها إلى مركز «الشيخوخة الناشطة» حيث انهمك بعض المسنين بلعب الورق و«البرجيس»، فيما روى بعضهم الآخر بعض الذكريات والقصص التاريخية عن فلسطينهم. وتولّت مديرة الدار تعريف الوزير على الوضع الذي يعيشه المسنون «في دار تفتقد للحد الأدنى من الإمكانيات»، مؤكدة أن بعضهم «يفضل الموت على الاستمرار في العيش». ووعد أبو فاعور بـ«تحسين ظروفهم من خلال صندوق الوزارة».

توقيع الاتفاقية

 وتُوّجت زيارة أبو فاعور الى المخيم بمحطة أخيرة في مركز «أحلامنا» حيث وقع الاتفاقية مع المدير العام للاونروا سالفاتوري لومباردو، بحضور رئيس لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني السفير عبد المجيد القصير والقائم بالاعمال في السفارة اشرف دبور ومسؤولي بعض الأحزاب الفلسطينية. ولفت لومباردو إلى «أن الاتفاقية تقدم الدعم الفني والتقني للاشخاص الاكثر عرضة للخطر». وطالب السفير دبور بـ«تخفيف معاناة الفلسطينيين وإيجاد الحلول لهم».

من جهته طالب ابو فاعور «كل زملائه الوزراء بزيارة المخيمات للاطلاّع على معاناة الفلسطينيين»، مؤكداً على» أن الاتفاقية لن تفي بالغرض المطلوب، لكنها خطوة أولى على طريق كسر كوابيس الفلسطينيين». واعتبر أن زيارته الى المخيم «هي بداية لكي تأتي الدولة اللبنانية وكل إداراتها».

زينة برجاوي

السفير،25-01-2012

 
جديد الموقع: