ربيع عين الحلوة تحت المطر والرصاص "أمن المخيم فوق الجميع"

 الإثنين، 23 كانون الثاني، 2012

برهان الدين ياسين، لاجئ نت

"كفى قطعاً لأرزاقنا... كفى ترويعاً لأطفالنا... كفى تخريباً لمجتمعنا... "تلك الكلمات كانت مكتوبة على إحدى اليافطات التي رفعت في مسيرة شبابية انطلقت من سوق الخضار في مخيم عين الحلوة وجابت كافة شوارع المخيم.

المسيرة التي انطلقت من مبادرة شبابية فردية دون أي بعد تنظيمي كما أشار جهاد موعد احد المنظمين لهذا التحرك والذي سبق له أن نظم مسيرتين خلال الأيام الماضية سار بهما لوحده في شوارع المخيم، مضيفا أن "الشارع سيرفع صوته: لا للظلم، ونحن اليوم بحاجة إلى وحدة وإلى وقيادة واحدة تجمعنا وتنظيم للسلاح داخل المخيم وإن هذه المسيرة انطلقت رغم المطر للضغط على المسئولين لتحقيق كل المطالب وتأمين الأمن و الاستقرار داخل المخيم" و عن الحديث حول احتمال عدم إجابة مطالبهم وإمكانية تصعيد التحركات قال موعد: "نحن سنتحرك لاحقا وبعدة خطوات فممكن أن ننظم مهرجان شعبي حاشد لكل أهل المخيم بعيدا ان أي خلفية سياسية ونحن نجتمع نع لجان الأحياء والقواطع في المخيم لنعرف كيف سننتجه ونحدد مصيرنا..".

وشارك في المسيرة حشد كبير من أهالي المخيم معظمهم من الشباب إضافة الى الأطفال والنساء وكبار السن وناشطين اجتماعيين وقد لوحظ غياب أي شخصية سياسية إلا فؤاد عثمان مسئول الجبهة الديمقراطية والذي رفض المشاركون ان يشارك بصفته التنظيمية بل كفرد من المخيم، هذا الأمر ساهم في تعزيز مصداقية التحرك وانضمام عدد اكبر من الأهالي وأصحاب المحلات التجارية والمتضررين من أي حدث أمني.

أما أبو الطه عثمان عضو لجنة حي الجسر التحتاني في المخيم قال بعد اليوم لا غطاء لأي احد ونحن مع القضاء اللبناني و"بدنا ولادنا، مؤسساتنا، مدارسنا، تفتح وما بدنا كل يوم إطلاق نار وإخلال بالأمن..". إحدى اليافطات المرفوعة كتب عليها "بدنا بندقية تحمينا مش تمحينا" في إشارة واضحة إلى فوض السلاح في المخيم، احد الأطفال حمل ورقة كتب عليها "لا لفوضى السلاح.. بدي أنام بدون رصاص.." وهذا ما عبر عنه الفلسطيني عماد السعدي "الربيع العربي بدأ اليوم في عين الحلوة، من اليوم ممنوع الاغتيالات، ممنوع الأقنعة. ممنوع السلاح الشاذ في هذا المخيم واللي بدو يقاتل ويقتل يخبي سلاحه للقضية الفلسطينية.

ومن بين المتظاهرين هتفت فتاة "وين الدكاترة والمهندسين والناس الفهمانة.. هاي الناس الي حاكميتنا لا بتعرف تقرا ولا تكتب وهمهم يعبوا جيابهم وبطونهم وما رايحة الا علينا.. " فلسطينية أخرى صاحت بصوت عال" بنمشي بالشتا ولا بمنشي وبنغطس بالدم، ولادنا كلهم معمهم سكري ورعب وبهاق وضغط عالي.. ما بدنا إياهم-المسئولين-"

ويذكر أن هذا التحرك يعد الأول من حيث الشكل والمضمون والعدد المشارك، فالمسيرة التزمت الصمت وعبر المشاركون عن مطالبهم باليافطات التي حملوها وبمطلب موحد وصرخة كانت مكبوتة يوما "امن عين الحلوة فوق الجميع، لا لفوضى السلاح، نعم للحوار نعم للوحدة للجميع، نعم للأمن والاستقرار" وتبقى الأيام القليلة القادمة وحدها الكفيلة بتبيان نتيجة هذا التحرك وإلى أي حد يستطيع التأثير بأهل المخيم وصانعي القرار فيه.