منظمة ثابت لحق العودة
 
الصفحة الرئيسية من نحن إتصل بنا
حراك ثابت
أخبار ثابت
بيانات ثابت
حراك إعلامي
إصدارات ثابت
محطات على طريق العودة
تقارير ثابت الإلكترونية
إبداع لاجئ
أرشيف ثابت
صدى اللاجئين
حملة انتماء
حملة العودة حقي وقراري
مبادرة مشروعي
مقالات العودة
تقارير وأبحاث
انضم لقائمة المراسلات
 
 
صفحتنا على الفايسبوك
عضوية منظمة ثابت في إتحاد المنظمات الأهلية في العالم الإسلامي
 

الشباب الفلسطيني يعمد بالدم حقه بالعودة

جاءت الذكرى الثالثة والستون للنكبة الفلسطينية الكبرى والذكرى والرابعة والاربعون لنكسة حزيران 67 هذا العام مختلفة عن سابقاتها في السنوات الماضية. حيث ظن الكثيرون وفي مقدمتهم الاحتلال الاسرائيلي ان اللاجئين الفلسطينيين في الوطن والشتات يمكن أن ينسوا حقهم في العودة، إستناداً الى قول ووهم غولدمائير " أن الكبار يموتون والصغار ينسون وتنتهي قضية اللاجئين".
فجاء الرد هذا العام مدوياً ليخلق الرعب في قلوب الصهاينة وحلفائهم في الدول الغربية، وليدق جرس الانذار للانظمة الرسمية العربية التي تعيش في سبات عميق من التبعية والإذلال منذ عشرات السنين.
استطاع اللاجئون الفلسطينيون هذا العام أن يعيدوا قضية فلسطين إلى مقدمة المشهد العربي بل العالمي وسط زحمة الثورات التي يشهدها العالم العربي، حيث خرج الآلاف من المتظاهرين الفلسطينيين والعرب وعلى امتداد حدود فلسطين في كل من الجولان، والجنوب اللبناني، والحدود الأردنية الفلسطينية، ومنطقة العريش شمال مصر، وفي الأراضي الفلسطينية المحتلة وبصفة خاصة قرب حاجز قلنديا جنوب رام الله، ومعبر "ايريز" شمال قطاع غزة وفي أحياء القدس. وجميعهم يرفع العلم الفلسطيني ويهتف بصوت واحد لشعار واحد " الشعب يريد العودة الى فلسطين.
ولعل خطورة الامر بالنسبة للصهاينة تمثلت بأن التحركات والمسيرات التي نظمت يوم الخامس عشر من ايار في الذكرى63 للنكبة في مختلف دول الجوار المحيطة بفلسطين وسقوط اكثر من 20 شهيداً ومئات الجرحى، وما تلاها من مسيرات في ذكرى النكسة سقط خلالها اكثر 24 شهيدا ومئات الجرحى في منطقة الجولان والضفة الفلسطينية والقدس .. ، قد جاءت بمبادرة من الجيل الجديد أي من الشباب الفلسطيني.
ولا شك أن اصرار ومبادرة جيل الشباب الفلسطيني على تقدم الصفوف بثورة اللاجئين يعود الى عدة اسباب اهمها، أن هذه الأجيال التي ولدت خارج أرض الوطن، عاشت غريبة عن وطنها، فزادتهم الغربة والشتات إصراراً على النضال لاستعادة حقهم بالعودة، أما الأجيال التي ولدت على أرض الوطن في ظل الاحتلال فقد عايشت قسوة القمع من المحتل، ومهانة ومذلة الاحتلال، فزادهم ذلك تحديا وأكسبهم عزيمة لا تقوى عليها كل آلاته العسكرية وترسانته الحربية.
شباب ولدوا خارج أرض الوطن، ولكنهم عرفوا قصة خروج آبائهم وأجدادهم من الكبار قبل أن يموتوا ويستشهدوا، فكان هذا الحراك الشبابي والجماهيري الفلسطيني الاضخم منذ النكبة وحتى اليوم ليؤكد
للاحتلال الاسرائيلي بأن فلسطين حاضرة في قلب ووجدان وعقل الشباب الفلسطيني، وأن كل سنوات اللجوء والشتات لا يمكن ان تمحي حقهم بالعودة من قاموس النضال الفلسطيني.
هي رسالة واضحة للاحتلال الاسرائيلي تفيد بأن أصحاب الأرض مصرون على العودة لها وتحريرها، وأن سياسة الاستيطان لفرض أمر واقع على الأرض لن تجدي، وأن أعمال القمع والترهيب ضد الشعب الأعزل لن تزيد الشعب " وخاصة الأجيال الجديدة " لن تزيدهم إلا إصراراً على تحرير أرضهم واستعادة حقوقهم، ولتقول للاحتلال ايضاً بأن كل محاولات التزوير للتاريخ والجغرافيا كما يفعلون اليوم بتغيير اسماء القرى والبلدات الفلسطينية عبر تحويلها الى أسماء عبرية، كل هذا هو ضرب في الوهم والخيال، فيافا وعكا والناصرة وبيسان وطبريا ... وغيرها كلها أسماء حفرت بدماء وشرايين وقلب الشعب الفلسطيني ولا يمكن أن تمحى، لأنها متجذرة كشجرة السنديان و من الصعب اقتلاعها بسياسة عنصرية تستغل تخاذل المجتمع الدولي واستسلام انظمة رسمية عربية بدأت تنهار بفعل الثورات والانتفاضات الشعبية والشبابية العربية، التي خرجت الى شوارع العواصم العربية، لتقول" لقد آن الاوان للتخلص من الارتهان والتبعية للامبريالية والراسمالية المتوحشة التي تقودها الولايات المتحدة الامريكية الداعم الرئيسي للكيان الصهيوني، ولتمحوا ثقافة التفريط والتسليم التي اعتبرت بها عديد من الأنظمة العربية بأن "مقاومة الاحتلال" وهماً وعدمية، وسمحت بذلك بضياع حقوق الشعوب العربية في أوطانها، وسادت ثقافات رسمية هزيلة عزلت دور الشعوب العربية، ودخل النظام العربي الرسمي في حالة من الخنوع والاستسلام.
ولا شك أن ثورة الشباب الفلسطيني اللاجىء شكلت صدمة كبيرة وخلقت حالة من الرعب والارباك لدى الاحتلال الاسرائيلي سواء في الجانب العسكري او على صعيد قيادته السياسية، وقد ظهرت تجليات هذا الإرباك بحالة الاستنفار القصوى التي شهدتها حدود فلسطين في الجنوب اللبناني والجولان والاردن وفي مناطق الضفة الفلسطينية والقدس واراضي العام 48.. ونقله لمقر قيادة الاركان الى الخطوط الامامية، اضافة الى حالة التخبط والخلاف الذي نشب داخل اجهزة الاستخبارات العسكرية والامنية الاسرائيلية وتحميلها المسؤولية من قبل القيادة السياسية لعدم معرفتها المسبقة بحجم هذه التحركات الجماهيرية الفلسطينية والتداعيات الناجمة عنها.
كل ذلك يؤكد حقيقة الخوف والرعب الذي يعيشه هذا الكيان، وقد أكد حقيقة هذا الخوف مقال نشره الكاتب الإسرائيلي غدعون ليفي في صحيفة "هآرتس" أشار فيه الى" حيازة مئات الآلاف من الإسرائيليين جوازات سفر غربية يحتفظون بها لعدم ثقتهم ببقائهم في " إسرائيل" واحتياطاً ليوم عاصف"، معتبراً أن عدم اكتفاء هؤلاء بالجواز الإسرائيلي "يدل على تشوش طريقها ومصيرها (إسرائيل) وكيف بات الاسرائيليون يخططون لإيجاد ملاذ آخر لهم في الدول الاوروبية ".
من هنا ينبغي على الشباب الفلسطيني في مختلف اماكن تواجده أن يحرص على استمرار ثورته الرافضة لاستمرار اللجوء والشتات، وما مسيرات العودة في مناسبتي النكبة والنكسة الا بداية الطريق، وقد نجح الشباب الفلسطيني أن يعبد بتضحياته ودماء شهدائه وجرحاه هذا المسيرة، وأن يثقب جدار الظلم اللاحق به منذ 63 عاماً بفعل التآمر الدولي والاستسلام الرسمي العربي.لكن علينا أن ندرك أن هذه المسيرة مليئة بالالغام والمطبات، ونحن قادرون على تجاوزها بسلام إذا ما عملنا على تجميع قوانا، فشعبنا الفلسطيني يمتلك جيل من الشباب أثبت استعداده الكبير للتضحية بإرادة وعزيمة كبيرة، وعدونا الاسرائيلي يعيش الخوف والقلق والرعب.
إن الدماء الزكية على تراب مارون الراس، قطاع غزة، القدس، قلنديا، ومجدل شمس، هي أقوى من آلة الحرب الهمجية الصهيونية ـ الأمريكية، وقد أثبث الشباب الفلسطيني أنهم في قلب الثورات العربية وهم قادرون على تحقيق النصر وهزيمة الاحتلال، بدعم من الشباب العربي وأحرار العالم، وبمزيد من الوحدة من خلال الاسراع في تنفيذ بنود اتفاق المصالحة الفلسطينية الذي ينبغي أن يعزز الشراكة الوطنية ويؤسس لرؤية سياسية وكفاحية ونضالية مشتركة تفعل كل اشكال المقاومة ضد الاحتلال الاسرائيلي وسياسته العنصرية التوسعية، وتفرض على المجتمع الدولي أن يعيد النظر بسياساته المنحازة الى جانب الكيان الصهيوني.

المصدر: القدس 12-6-2011

 
جديد الموقع: