من صيدا.. أمسيةٌ
تستحضر فلسطين بمشاهدٍ تحاكي قضايا الوطن
الإثنين، 22 أيار،
2017
على أنغام بلدي
يا بلدي، ودمي فلسطيني.. تجمهر العشرات من الفلسطينيين وأبناء مدينة صيدا اللبنانية
ليعلنوا انتماءهم إلى الأرض وترابها وأسراها ومقاوميها، في سهرةٍ فنيةٍ جمعتهم في حديقة
السعودي، مساء اليوم الإثنين، نظّمتها جمعية كشافة الإسراء مجموعات صيدا، برعاية الحملة
الدولية للحفاظ على الهوية الفلسطينية "انتماء".
تحت أشعة الشمس
عند المغيب، انطلقت الفعالية بفقراتها المتنوعة لتجذب العشرات من روّاد الحديقة مع
أنغام الأغنية الفلسطينية. تنوّعت فقرات الأمسية، لتبدأ بعرض كشفيٍّ لشباب كشافة الإسراء،
حملوا بأكفّهم خرائطاً تحمل قراهم المغتصبة وفي قلوبهم حملوا انتماءاً لتاريخها وتمسّكهم
بهويتها.
وهو ما أشار إليه
منسّق الحملة الدولية "انتماء" في لبنان سامي حمود، في كلمته ليؤكّد على
تمسك اللاجئين الفلسطينيين بحق العودة رغم مرور تسعة وستين عاماً على نكبة القرن العشرين
ليكون ضحيتها شعبٌ هُجّر واغُصبت أرضه. مضيفاً أنّ نظرية الصهاينة المتمثلة بأن
"كبارهم سيموتون وصغارهم سينسون" باءت بالفشل، بل يزداد ارتباط الأجيال بأرض
فلسطين والانتماء إليها وشوقا للعودة إليها.
مشاهدٌ تحيي الوطن..
ولأنّ الفنّ لأجل
فلسطين هو صوتٌ مقاوم يحمل مسؤولية وطن، صدح فريق أمجاد للفن والتراث، بأصواتهم يُغرّدون
بحناجرهم المقاومة ليُطربوا مسامع الحضور بأنغام فلسطين..
يواسون أحزانها
ويضمّدون جراحاتها، ويبعثون الأمل في من لجأوا بمخيمات الشتات لتبقى العودة منالهم.
وفي مشهدٍ آخر،
كانت انتفاضة السكين حاضرةً بسكيتش قدّمته فرقة لاجئ، يجسّد واقع الانتفاضة في الضفة
الغربية والقدس المحتلتين، حيث يسطّر الشباب الفلسطينيّ أسمى معاني العزة للدفاع عن
الحق والأرض والعرض ويخوضون الحرب وينتفضون بالنار والحجر والسكين والمدفع.. كذلك قدّم
شباب فرقة لاجئ عرض فلكلوري فلسطيني نثروا خلاله نفحاتٍ من عبق تراث الوطن، ليعودوا
مفعمين بالأمل بالعودة والنصر..
ومع ذلك الجوّ
المشحون بالثورة والأنغام الفلسطينية، لم يغب الأسرى عن واجهة الأمسية، فهم من يقودون
الثورة على السجّان بأمعائهم الخاوية.. فكان لقضيتهم حضورٌ في سكيتش لمرشدات كشافة
الإسراء جسّد معاناة الأسيرات وأهلهنّ، وكيف يتحوّل ألم الأسر إلى أمل والمحنة إلى
عزيمة وإصرار..
ومع ختام الأمسية
انطلقت مرشدات الإسراء بحناجرهنّ يقدّمن العهد بالتمسّك بأرض فلسطين.. ليكنّ كما كان
الفلسطينيات دوماً جميلاتٌ يحملن الوطن في قلوبهنّ وعزيمتهنّ..
ويأتي هذا النشاط
ضمن فعاليات إحياء الذكرى التاسعة والستين لنكبة فلسطين، حيث أحيت الحملة خلال هذا
العام الذكرى بعشرات الفعاليات بمختلف المناطق اللبنانية.
يُذكر أنّ حملة
"انتماء" هي حملة شعبية ترعاها مؤسسات ولجان فلسطينية بمختلف تخصصاتها للعام
الثامن على التوالي؛ وتستمر طوال شهر أيار/مايو من كل عام.
|