رسالة الشعب الفلسطيني
في لبنان.. مع المقاومة ودعماً لانتفاضة القدس
بقلم: سامي حمود
خاب كل من ظن أن
الشعب الفلسطيني في لبنان يعيش في أزمة كبيرة تشغله وتبعده عن الهمّ الوطني، وذلك بعد
ازدياد موجات الهجرة لأعداد اللاجئين الفلسطينيين في الآونة الأخيرة بالإضافة إلى المشاكل
الحياتية والأمنية التي يعيشها أهالي المخيمات، ولكن يُثبت هذا الشعب أن الأزمات والتحديات
لا تكسر إرادته بل تزيده قوةً وعزيمةً لاستعادة حقوقه كاملةً وفي مقدمتها حق العودة
إلى أرضه ووطنه فلسطين.
هذا الأمر لمسناه
في المشهد الوطني المهيب خلال توافد أكثر من 5000 لاجئ فلسطيني من مختلف المخيمات والتجمعات
الفلسطينية للمشاركة في مهرجان "بالوحدة والانتفاضة.. نحمي القدس والأقصى"
الذي نظمته حركة حماس في لبنان، وبمشاركة قادة وممثلي العمل الوطني الفلسطيني وبمشاركة
قوى وأحزاب لبنانية.
كلّ من شارك أو
تابع المهرجان عن بُعد أبدى إعجاباً كبيراً به من أكثر من زاوية، إن كان لجهة حسن التنظيم
والحشد، أو لجهة المشاركة الحزبية وخصوصاً مشاركة قادة حركة فتح في لبنان ومشاركة السفير
الفلسطيني في لبنان، أو لجهة المضامين والخطاب الوطني للمتحدثين في المهرجان، أو لجهة
البروز القوي للعلم الفلسطيني الذي أعطى جمالية في الصورة والمشهد العام للمهرجان،
أو لجهة المشاركة الفنية التي ركّزت بمضامينها على الروح الثورية من أناشيد الانتفاضة
الأولى بالإضافة إلى فكرة الظهور بلباس شباب الانتفاضة.
كل هذه الأمور
ساهمت في إخراج مشهد وطني كبير يُعبّر عن موقف ورسالة الشعب الفلسطيني في لبنان الداعم
لقضيته والمدافع عن ثوابته ومقدساته، والذي يتبنّى المقاومة السبيل الوحيد لاستعادة
الحقوق والمقدسات وإنجاز مشروع التحرير والعودة.
القضية الأخرى
التي أرسلها المهرجان هي أن الشعب الفلسطيني ورغم بُعد المسافات واللجوء وحالة الشتات
خارج الوطن إلاّ أن القضية الفلسطينية تعيش همّه اليومي ولا ينفك اللاجئ الفلسطيني
من التفكير في دعم الانتفاضة ونصرة القدس والمسجد الأقصى والمرابطين فيه والعمل على
تفعيل الحراك الشعبي والإعلامي لنصرتهم في الخارج وخصوصاً المجتمع الفلسطيني في لبنان.
والجدير ذكره أن
المهرجان لم يكن النشاط الأول ولن يكون الأخير ضمن الفعاليات التضامنية نصرةً للمسجد
الأقصى وانتفاضة القدس وإنما سبقه حراك شعبي كبير على مختلف المستويات التخصصية والشرائح
العمرية في كافة المخيمات والتجمعات الفلسطينية في لبنان، والمهرجان جاء ليُشكّل الرافعة
والرسالة القوية التي عبّر عنها اللاجئون الفلسطينيون في لبنان، مفادها أنهم مع المقاومة
ويدعمون استمرار انتفاضة القدس نحو مشروع التحرير والعودة.
|