بدعوة من منظمة ثابت لحق العودة بالتعاون مع اهالي قرية كويكات المقيمين في مخيم برج البراجنة في بيروت تم اطلاق مشروع "حكاية قرية من فلسطين" في مهرجان حاشد حضره لفيف من سكان المخيم وممثلين عن القوى الفلسطينية ومؤسسات المجتمع المدني واللجنة الشعبية وفعاليات ورجال دين عدا عن حضور عائلات قرية كويكات. ويهدف المشروع الذي اطلق يوم الاربعاء 30/6/2010 في المركز العربي الفلسطيني في المخيم، لحماية وتوثيق الذاكرة الشفوية الفلسطينية والتأكيد على حق العودة.

ويشار إلى ان كويكات قرية فلسطينية تقع إلى الشمال الشرقي من مدينة عكا قرب الساحل الفلسطيني وكان يقطنها اهلها حتى حادثة التطهير العرقي التي تعرضت له البلدة على يد العصابات الصهيونية مما اضطر اهلها لمغادرتها في الحادي عشر من حزيران من العام 1948  واللجوء إلى القرى المجاورة غير ان ملاحقة العصابات العنصرية المجرمة لاحقتهم هم ومن آواهم من ابناء الجوار حتى اللجوء الى دول عربية منها لبنان .

المهرجان الذي استمر اكثر من ساعتين وشارك فيه الأهالي من قرية كويكات والقرى المجاورة تنوعت فقراته حيث افتتح بالقران الكريم ثم قراءة الفاتحة لأرواح شهداء النكبة والشعب الفلسطيني، فالنشيد الوطني الفلسطيني، بعدها تحدث الأستاذ علي هويدي مدير عام منظمة ثابت مؤكدا على واجب ابناء فلسطين في استمرار حمل امانة فلسطين والعودة إلى الديار التي هجروا منها قسرا على ايدي العصابات الصهيونية ابان النكبة في العام 1948 . وان البداية كانت مع قرية كويكات لكن ستليها احياء لقرى فلسطينية اخرى في مخيمات ومناطق اخرى. منتقلا إلى ضرورة تأمين الحياة الكريمة للاجئين الفلسطينيين في لبنان مما يساعدهم على بناء مجتمع سليم قادر على تحمل مسؤولية واعباء العودة، مثمناً دور بعض القوى اللبنانية التي تسعى في البرلمان اللبناني لإقرار الحقوق المدنية للفلسطينيين، وابدى هويدي استغرابه من الكلام حول ان حقوق الإنسان الطبيعية تساهم في طمس الهوية الفلسطينية وفرض التوطين ونسيان حق العودة.

الكلمة الثانية كانت لمختار قرية كويكات الحاج عبدالمجيد العلي الذي ابرز من على المنصة حجراً من ركام بيته وفأساً كان يستخدمها في الفلاحة في قريته مؤكدا ان كل جنان الأرض لا تغني عن نسمة هواء في قرية كويكات او ذرة تراب من فلسطين.

بعد الكلمات عرض فيلم قصير عن قرية كويكات تحدث فيه ابناؤها الذين عاشوا رغد العيش فيها ثم اهوال النكبة و ذل التغريبة والبعد عن الوطن، قدم الفيلم تعريفا بالقرية وعرض لعدد من المشاهد القديمة والحديثة للقرية، ثم انتقل الحضور لمتابعة جلسة حوارية ادارها عضو مجلس ادارة ثابت الاستاذ حسين زيد، وشارك فيها عدد من رموز عائلات كويكات وتكلموا عن طفولتهم في القرية ودورهم في حياتها اليومية واحياء افراحها والمشاركة في اتراحها كعائلة واحدة إلى ان جاء المحتل وطارد الناس من بيت إلى بيت وشرد الآمنين وهدد كل من يأوي أهل قرية كويكات من القرى المجاورة، وذكر كبار القرية كيف كان جهادهم ضد العصابات الصهيونية ومن ساندهم من الإنجليز في الكويكات وفي مواقع عدة شهدتها القرى المجاورة ادى فيها ابناء الكويكات واجبهم في حماية بلادهم رغم ضعف الإمكانات.

مع انتهاء الفقرة الحوارية قام الأستاذ علي هويدي وعدد من فعاليات الحضور بتقديم  عهد التمسك بفلسطين وحق العودة لكبار عائلات كويكات وبمشاركة مختار القرية ورئيس رابطة عائلاتها وعدد من المشاركين في المهرجان من القرى المجاورة، ثم انتقل الحضور لمشاهدة معرض كويكات الذي قدمت فيه القهوة العربية وجال فيه المشاركون على لوحات مصورة شملت وثائق واوراق ثبوتية لأبناء كويكات قبل النكبة وكذلك تعريفا مصورا لموقع القرية والقرى المجاورة كذلك جمع المعرض بين قديم كويكات قبل النكبة وصور اخذت حديثا لبيوت القرية الحجرية وكرومها، ويشار إلى ان المنظمين للمهرجان اهدوا المشاركين والحضور خارطة فلسطين ومجموعة من الأناشيد والأغاني الفلسطينية على القرص المدمج " حن الوطن".