الفلسطينيون النازحون من سورية... والمأساة المستمرة
بقلم: محمود أبو طربوش
قتل .. تشريد .. قهر .. إنها مفردات تختصر واقع ومعاناة النازحين الفلسطينيين من سوريا.. إنها كلمات ومفردات تعود عليها اللاجئ الفلسطيني الذي فطر على المعاناة وهي جزء لتاريخ طويل من الألم نختصره بالنكبة المستمرة.. عندما تستمع إلى معاناة الفلسطينيين النازحين من سوريا يخطر في ذهنك مئات الحالات المشابهة لمعاناة الفلسطينيين الأمر الذي يدفعك مجبراً إلى التفكير في واقع الفلسطيني الذي اضحى مكسر عصا في كل أقطار عالمنا العربي من المحيط إلى الخليج..
يوماً بعد يوم تزداد معاناة الفلسطينيين النازحين من سوريا وتزداد معها حال أبناء المخيمات الفلسطينية في لبنان في ظل تباطؤ الجهات المعنية بالنازحين الفلسطينيين وفي مقدمتها الأونروا عن القيام بمسؤولياتها تجاه هؤلاء الفلسطينيين النازحين من مخيمات الموت في سوريا إلى مخيمات البؤس في لبنان التي تفتقر بدورها إلى ادنى مقومات الحياة..
فأزمة الفلسطينيين النازحين من سوريا تتخطى توفر "الحصيرة" "والفرش" أو توفير بعض الصحون,فهي أزمة حقيقية لها جوانب متعددة ومشاكل متنوعة قانونية واقتصادية واجتماعية وتعليمية وصحية في بلد يحرم اللاجئين الفلسطينيين المقيمين فيه منذ أكثر من نصف قرن من أبسط الحقوق المدنية والإنسانية, فكيف بالفلسطينيين النازحين من سوريا الذين فرضت معاناتهم نفسها عىل اجندته؟
إن هذا الواقع المزري يفرض على الأونروا والفصائل الفلسطينية والحكومة اللبنانية ضرورة البحث عن حلول عملية لتخفيف المعاناة حقيقة عن كاهل الفلسطينيين النازحين من سوريا بدل الحلول الترقيعية..
فأزمة الفلسطينيين النازحين من سوريا مستمرة وتحتاج إلى تكاتف الجهود وإنشاء خلية أزمة لإدارة الاوضاع..
المصدر: مجلة البراق
|