همِّي ألا يعاني طفل من البرد أو الجوع

اتصلَت السيدة هدى (اسم مستعار)، تريد ان تتبرع بثلاث مائة لحاف شتوي وثلاث مائة علبة حليب لثلاث مائة طفل رضيع من اطفال اللاجئين الفلسطينيين القادمين من سوريا الى لبنان، تم التنسيق مع الدكتور مجدي كريم مدير جمعية الشفاء للخدمات الطبية والانسانية، وجرت الترتيبات واجراءات دخول مخيم عين الحلوة للاجئين الذي فيه حوالي الف عائلة لاجئة من سوريا الى لبنان.

اتصلنا بالسيدة هدى، حسنا سيدتي هل تريدين ان تعلق يافطة شكر باسمك؟، "ابدا ولا اريد ان يذكر اسمي الحقيقي، ما يهمني الا يعاني طفل من البرد او الجوع". دخلنا المخيم ظهر الاثنين 31/12/2012، وهي المرة الاولى بالنسبة للسيدة هدى ووالدتها، لتعيشان حالة حصار المخيم ونقاط التفتيش، اللاجئون في الشارع التحتاني الرئيسي كالتظاهرة بسبب ضيق مساحة المخيم وقدرته على الاستيعاب، اسلاك الكهرباء المتدلية، رائحة المجاري، الزواريب الضيقة، البناء العامودي والبيوت المتهالكة، الطرقات المحفرة... من الصعب وصف ردة فعل السيدتان، صعقتا او صدمتا او تفاجأتا او الثلاثة معا وربما اكثر، فالخليط هذا ليس منطقيا وهما اللبنانيتان اللتان تعيشان في منطقة راقية من لبنان، لتلتقيا جزء من العائلات مع اطفالها ولتستمعا الى المعاناة لتقول السيدة هدى التي تعرفت الينا من خلال الانترنت "الذي يحدث شيئ مستحيل، طالما ان هناك لجوء يجب ان تتدخل الامم المتحدة وتضغط على لبنان لاعطاء الحقوق"، لتضيف وهي الخريجة الجامعية "في حال كهذا المشكلة في الا يحدث مشاكل اجتماعية او امنية، فهؤلاء بشر مثل بقية البشر في العالم والنظرية واحدة، حيث يوجد الازدحام توجد المشاكل".

حسنا لنلتقط لك صورة مع العائلات والاطفال توثق لعملية التوزيع، لتقول السيدة وهي تضع نظارتها لتخفي  دمعتها وتتهيأ للمغادرة.. "ولا اريد حتى صورة..". اللسان يعجز عن شكرك سيدتي...

ثابت لحق العودة

1/1/2013