السلطات اللبنانية في نهر البارد تمنع دخول الفلسطينيين السوريين الى المخيم

الأربعاء، 26 أيلول، 2012

عذرًا شعبنا الفلسطيني المشرد، عذرًا أيها المهاجرون الجدد، عذرًا أيها الأحرار، عذرًا منكم فنحن مهجرون ونعلم معنى التهجير، نحن نازحون ونعلم معنى النزوح، فالنزوح يعني أن تتمنى الموت مئة مرة ولا أن تهان.

منذ اندلاع المعارك الطاحنة في سوريا، راح أهلها بالهرب من القصف والدمار والحرب الشرسة هناك وكذلك الشعب الفلسطيني الذي يسكن مخيمات سوريا، حيث تعرضت هذه المخيمات للقصف العنيف من قبل الاطراف المتنازعة في سوريا فأصبحت المخيمات الفلسطينية ساحة صراع دموية يسقط فيها ضحايا فلسطينيون من دون أي علاقة لهم في الموضوع.

فهرب أهلها إلى مخيمات لبنان ظننًا منهم أن لبنان سيحسن استقبالهم كما فعل مع أشقائهم السوريين، فكان لمخيم نهر البارد نصيب من المهجرين الذين أتوا ليحلوا ضيوفًا مهجرين عند مهجري نهر البارد.

لكن السلطات اللبنانية هناك رفضت استقبالهم بحجة أن المدة المحددة لهم للبقاء انتهت، علمًا أن الطرفين اللبناني والفلسطيني اتفقا منذ عدة أيام على يبقى جميع الفلسطينيين السوريين في لبنان حتى 17 الشهر القادم من دون أي غرامات مالية أو قانونية " 17 شرين الاول 2012 " لكن مقولة أصحاب السلطة في مخيم نهر البارد تقول " هذا كلام صحيح فيحق لكم البقاء في لبنان كل لبنان من شماله الى جنوبه ومن مشرقه الى مغربه باستثناء هذا المخيم فلا يحق لكم الدخول هنا".

وفي هذا الإطار التقينا أحد المهجرين الفلسطينيين السوريين المستضاف عند أقاربه في مخيم نهر البارد هو وزوجته وأطفاله، فيقول دخلت المخيم وبقيت فيه حتى خرجت لإجراء بعض المعاملات في طرابلس واليوم أحرم من العودة لأقاربي في المخيم، فزوجتي وأبنائي في نهر البارد وأنا في البداوي، هربنا من الموت وشردنا من بيتنا، وها نحن اليوم نشرد مرة أخرى كعائلة واحدة وأحرم من لقاء باقي أسرتي ".ويتابع أفضل الموت في بيتي على أن أهان هنا في لبنان. وأطالب اليوم كل المعنيين بإصدار قرار لم شمل لعائلتي المشردة في لبنان بين مخيمي نهر البارد والبداوي.

هذا حال أهلنا الفلسطينيين السوريين في مخيم نهر البارد، فحق الضيافة يمنع عن أبناء نهر البارد الذين يعرفون حق المعرفة ماذا يعني النزوح والتهجير. والفلسطينيون السوريون مشردون أيضًا، فالطفل في مكان والأب في مكان أخر والأم أيضًا.

وهنا يحمل أهالي نهر البارد المسؤولية الكاملة للسلطات اللبنانية عن حياة هؤلاء المهجرين في حال عودتهم الى سوريا ويناشدون كل المعنين لمتابعة الأمر والسماح للمهجرين السوريين بالدخول إلى نهر البارد ريثما تهدأ الأوضاع في مخيمات سوريا.

أما أنتم يا قادة فصائلنا، فهذه المشكلة أمام أعينكم انظروا إليها جيدًا لأن الكثير من أهلنا السوريين في نفس المشكلة عسى أن تقفوا إلى جانبهم ومصابهم.

المصدر: وسام محمد - رابطة الإعلاميين الفلسطينيين في لبنان