ضمن برامجها لتوطيد ثقافة حقّ العودة ، وسعياً إلى مزيد من التواصل البنّاء مع كافّة شرائح المجتمع الفلسطينيّ ، كان للمنظّمة الفلسطينيّة لحقّ العودة " ثابت " جولة مُطوّلة في مخيّم البدّاوي في الشمال ، التقت خلالها العديد من الفعاليّات والشخصيّات واللجان ،    تداولت على إثرها أوضاع النازحين من مخيّم نهر البارد وتناقشت في الوضع الراهن وكيفيّة مواجهة ما أُثير مؤخّراً من مخططات سريّة لتهجير أبناء المخيّم وإقصائهم قصراً عن بيوتهم ومصادر رزقهم .  

الجولة الأولى كانت في مقرّ اللجنة الشعبيّة حيث ألقى خلالها الأمين العام للمنظّمة الأستاذ علي هويدي كلمة مقتضبة شدّد فيها على التضامن الشديد مع أبناء الشعب الفلسطينيّ أينما حلّوا وكيفما اتّجهوا مُعتبراً أنّ المعاناة عبارة عن مشهد جديد وفصل آخر من فصول النكبات التي تتوالى وتُنذر بمزيد من التهجير والإقصاء . كما استمعت المنظّمة إلى بعض المداخلات من أعضاء اللجنة الشعبيّة أكّدوا فيها على دور المنظّمة في تعميم ثقافة حقّ العودة ورصّ الصفوف لاجتياز الأوضاع الراهنة ، ونوّهوا بضرورة تحرّك الشعب الفلسطينيّ لمساعدة إخوانه النازحين .  

الجولة الثانية كانت في زيارة ميدانيّة لتفقّد النازحين في مدارس الأنروا، استمعت خلالها المنظّمة إلى الأهالي الذين ضاقوا ذرعاً بوعودات الدولة والأنروا دون أن يجدوا أثراً لتلك الوعود ، وتحدّثوا عن صنوف المعاناة التي يعيشونها يومياً فيما يغيب الحسّ الإخويّ عن كثير من المؤسسات القائمة ، وفي الوقت الذي يتمّ فيه تجاهل مطالبهم بشكل كامل . وشدّدوا على أنّ أيّ عودة مستقبليّة يجب أن تكون إلى نهر البارد وليس إلى أي مكان آخر مهما قرب . كما تسلّمت المنظّمة بياناً باسم النازحين يرفض فيه كلّ الممارسات الشنيعة التي تُمارس بحقّهم وكلّ الاتهامات الباطلة التي تُوجّه صوبهم ، مؤكّدين على حتميّة عودتهم إلى بيوتهم وليس إلى مكان آخر .  

الجولة الأخيرة كانت في مركز " لهفة " تلك المؤسسة التي اكتسبت ثقة النازحين وحازت على مكانة مرموقة في أوساطهم نظراً لسعيها الدؤوب على تأمين ما يحتاجه النازحون .   وقد تحدّث بعض الأعضاء عن أهميّة المؤسسة ودورها وظروف نشأتها ، وأكّدوا على رفضهم المشاريع التي تُطرح على الطاولة بين الفينة والأخرى والتي تقترح بناء بيوت مؤقّتة على جوانب البدّاوي ، مُشيرين إلى أن تلك الإقتراحات تندرج في سياق إبعاد الأهالي عن المخيّم في سياسة قد تُعمّم لاحقاً على باقي المخيّمات الفلسطينيّة .  

المُثير للإهتمام أنّ النازحين استهجنوا تلك الخطابات والبيانات التي تتساوق مع خطابات الدولة والقاضية بالموافقة على إقامة النازحين في بيوت مؤقتّة على حوافّ البداوي ، وأكّدوا على أنّ تلك الجهات لا تُمثّل رأي النازحين بل هي أبعد ما تكون عن تمثيلهم ، زاعمين أنّ تلك التصريحات تأتي في ظلّ الحصول على مكاسب سياسيّة من الدولة فيما شعبهم المسكين يعيش في غمرة من الآلام المبرحة.