بمناسبة الذكرى التاسعة والخمسين للنكبة وضمن فعاليات "أسبوع العودة" قام وفد من المنظمة الفلسطينية لحق العودة "ثابت" بزيارة فخامة رئيس الجمهورية اللبنانية العماد إميل لحود وذلك بتاريخ الإثنين 14/5/2007.  

وقد ضم الوفد أمين عام المنظمة الأستاذ علي هويدي يرافقه أعضاء الهيئة الإدارية الأستاذ ياسر علي، الأستاذ أيمن شناعة، الأستاذ أحمد أبو جميع، الأستاذ أحمد شحادة والأستاذ سامي حمود.  

 

تحدث الأستاذ هويدي معرّفاً بالمنظمة وبأنها تركز على أربعة مسائل أساسية، الحفاظ على الهوية الفلسطينية، محاربة جميع أشكال التوطين والتهجير، رفع مستوى الوعي تجاه قضية اللاجئين والعودة على المستوى الفلسطيني والعربي والعالمي، وتؤكد على حق العودة إلى الديار والممتلكات في فلسطين وليس إلى أي مكان آخر. وأضاف هويدي، بأنه وبعد 59 سنة من عمر النكبة، مرّت قضية اللاجئين بمراحل كثيرة خطيرة وحساسة كانت تستهدف شطب هذا الحق وطي هذا الملف خدمة لإسرائيل إلا أنها جميعها لم تنجح واليوم نحن موجودون بحضرة فخامة رئيس الجمهورية، لكي نشكر ونثني على مواقفكم الثابتة والوطنية في الدفاع عن حق العودة ورفضكم لتوطين اللاجئين الفلسطينيين في لبنان.  

أما المسألة الثانية التي أشار إليها هويدي فتتعلق بتوفير الحقوق المدنية والإجتماعية للاجئين في لبنان فقال: نتطلع إلى دور يقوم به فخامتكم من أجل توفير الحقوق المدنية والإجتماعية للاجئين وهذا لا يتعارض مع تمسك الفلسطيني بحق العودة وذكر هويدي مثالاً على ذلك مؤتمر فلسطينيي أوروبا الخامس الذي عقد في مدينة روتردام في هولندا وقد شاركت المنظمة في فعالياته بأنه قد حضره أكثر من 3500 فلسطيني جاؤوا من مختلف القارة الأوروبية لكي يوصلوا رسالة إلى العالم بأن الفلسطيني الذي يعيش في أوروبا وولد فيها ويتمتع بـ"رغد العيش" لم ينس فلسطين ولا يزال متمسكا بحقوقه مدافعا عنها، وبأن طفلة فلسطينية وقفت على المسرح تخاطب الناس بلغة عربية غير واضحة تماما، قائلة بأنها ولدت في أوروبا ولكنها فلسطينية وأوروبا مكان مؤقت لها وتحلم بالعودة إلى فلسطين.  

وأضاف هويدي بأن توفير الحقوق المدنية والإجتماعية للاجئين الفلسطينيين في لبنان يحدّ من المعاناة الإنسانية ويمكّن الفلسطيني من حق العودة وليس العكس وبأن توفير هذه الحقوق أيضاً تحد من الإشكالات الأمنية التي لا يرضاها أحد، فالمكان الذي يكثر فيه الازدحام السكاني والفقر والبطالة تكثر فيه المشاكل بأنواعها وهذا لا يصب في مصلحة الشعبين اللبناني والفلسطيني.  

وطرح هويدي سؤالين، الأول حول موقف اسرائيل من المبادرة العربية ومحاولتها شطب بندين الاول متعلق بحق العودة - والذي يعود الفضل في تثبيته الى فخامة الرئيس لحود - والبند الثاني يتعلق بالدولة الفلسطينية في حدود العام 67 ؟ والسؤال الثاني حول رؤية الرئيس لحود لمستقبل اللاجئين الفلسطينيين على المستوى العالمي والإقليمي والمحلي؟  

بدوره أثنى فخامة الرئيس على الزيارة مرحباً بالوفد قائلا سررت عندما أخبروني عن جمعيتكم والأهداف التي تعمل لأجلها وأؤكد لكم بأننا نرفض توطين الفلسطينيين في لبنان وأن التوطين يعني حرب أهلية في لبنان والتوطين يتعارض مع مقدمة الدستور اللبناني وأن الحل الوحيد للشعب الفلسطيني هو تثبيت حق العودة إلى أرضه وعدم توطينه في الدول التي لجأ إليها بعد النكبة مؤكداً مواقفه الداعمة لأي تحرك هدفه تنفيذ القرار 194 الذي يضمن حق العودة.  

وأكد الرئيس لحود بأن موقفه ينبع من إيمانه بضرورة المحافظة على القضية الفلسطينية حيّة في الضمائر والعقول لأن التفريط بحق العودة يقضي على هذه القضية. وأشار إلى أنه وقف ضد كل المحاولات التي رمت إلى إسقاط بند حق العودة من المبادرة العربية للسلام التي أقرتها قمة بيروت في العام 2002 وأعاد التأكيد على عدم المساس بهذا البند خلال القمة العربية في الرياض.  

وشدد الرئيس لحود بدوره على أهمية تضامن الشعوب العربية بعضها مع البعض الآخر للوصول إلى تثبيت الموقف العربي الداعم لحق العودة لأن مثل هذا التضامن كفيل بجعل هذا المطلب قابل للتحقيق خصوصاً والمنطقة على أبواب مفاوضات لحل النزاع العربي لإسرائيل وهناك ضغوط كبيرة لتجاوز حق الفلسطينيين بالعودة إلى أرضهم ومنازلهم.  

وفي نهاية اللقاء قدّم الأمين العام للمنظمة "درع العودة" لفخامة الرئيس لحود عربون شكر وتقدير لمواقف فخامته تجاه قضية اللاجئين الفلسطينيين وحق العودة ورفض التوطين.