ضمن سلسلة المحاضرات التثقيفية التي تقيمها المنظمة الفلسطينية لحق العودة "ثابت" في مخيمات وتجمعات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، والتي تأتي في سياق حق اللاجئين الفلسطينيين في العودة إلى ديارهم وممتلكاتهم التي طردوا منها في فلسطين إبان النكبة في العام 1948، أقامت المنظمة، بتاريخ الثلاثاء 30/1/2007 محاضرة ثقافية في مخيم البرج الشمالي للاجئين الفلسطينيين في منطقة صور بعنوان: "ثقافة حق العودة وأثرها على اللاجئين الفلسطينيين في لبنان".  

   

وقد حضر اللقاء حشد كبير من أبناء المخيم قدره المراقبون ب 450 شخصاً من المؤسسات الأهلية والفعاليات واللجان الشعبية وروابط القرى والفعاليات وكبار السن والفصائل والقوى الوطنية والإسلامية والمراجع الدينية، وقد ألقى المحاضرة الكاتب والإعلامي الأستاذ ياسر علي الذي اعتبر أن الثقافة "جزء أساسي في حياة المجتمعات، وهي المحرك الأساسي والمغذي الرئيسي لحركة الشعب في مسيرته، وخط الثقافة هو خط التفكير وخط الحضارة ومقياس التطور لدى أي شعب".  

   

ولفت الأستاذ ياسر بأن الثقافة الفلسطينية "ثقافة خاصة نظراً لظروفها الخاصة، وهذه الخصوصية تبرز بوضوح في توصيفنا لمدلول الثقافة الفلسطينية   ;  إذ نعني بها، الثقافة الوطنية المرتبطة بأصول التفكير لدينا أي الثقافة المؤصلة بالانتساب إلى العقيدة والوطن، وهي الأنماط الذهنية والوجدانية والسلوكية والذوقية التي تم تثبيتها عبر الزمن في النظر إلى الأرض وتفاعلات الإنسان معها".  

وعن الملامح ومجالات العمل الثقافي بحق العودة، رأى الأستاذ ياسر علي بأن واجب من يحمل ثقافة حق العودة أن يحمل القيم والمفردات التي تختص بها ثقافتنا، وهي كالتالي: الوطن ( موطن التفاعل بين الإنسان والأرض والتاريخ والاعتقاد (المكان والزمان). العودة: (أمل الأجيال الفلسطينية الحتمي، والحلم الذي ينبغي تسييجه وحمايته). القدس: (قدسيتها الدينية والتاريخية وعنوان الصراع بين الحق والباطل). المقاومة: (إرادة صلبة للانتصار). التضحية: (البذل والعطاء المفتوح والاستشهاد). الحرية: (رفض الاحتلال والعمل على التحرر منه). الأصالة: (الانتماء إلى تاريخ وعقيدة ووحدة الثقافة العربية والإسلامية). الفضيلة: ( طهارة الكلمة (الخطاب) وطهارة المكان (الأرض). المواجهة: (مواجهة الثقافة الصهيونية والتجاهل الدولي). الوحدة: (وحدة الشعب في مواجهة رفض حقه، وتشمل قيم التكافل والتضامن والتكامل).  

   

أما عما هو مطلوب من الجمهور الفلسطيني فقد اعتبر الأستاذ ياسر علي بأن تكريس ثقافة "حق العودة" لدى الجمهور، يأتي ضمن خطة عمل أساسية وجوهرية، بالتنسيق مع مراكز الأبحاث والدراسات والكتاب والإعلاميين ورجال التربية والتعليم تقوم على نشر ثقافة حق العودة على نطاق شعبي واسع ونجاحه في أوساط الطلاب والشباب مع ما يقتضيه من ضرورات عمليّة في توفير المعلومات الأساسية حول أوضاع الشعب الفلسطيني وحق العودة، وبحث سبل إيصال هذه المعلومات إلى الأجيال الجديدة.