منظمة ثابت لحق العودة
 
الصفحة الرئيسية من نحن إتصل بنا
حراك ثابت
أخبار ثابت
بيانات ثابت
حراك إعلامي
إصدارات ثابت
محطات على طريق العودة
تقارير ثابت الإلكترونية
إبداع لاجئ
أرشيف ثابت
صدى اللاجئين
حملة انتماء
حملة العودة حقي وقراري
مبادرة مشروعي
مقالات العودة
تقارير وأبحاث
انضم لقائمة المراسلات
 
 
صفحتنا على الفايسبوك
عضوية منظمة ثابت في إتحاد المنظمات الأهلية في العالم الإسلامي
 

قناة الجزيرة ترصد ذكرى النكبة من مخيمات لبنان (الجمعة 11-5-2012

 

الأحد، 13 أيار، 2012

لينة عطوات/ خاص «لاجئ نت»

لا اللجوء أنساهم أرضهم، ولا السنين أنستهم نكبتهم، هكذا هو الشعب الفلسطيني، لا تزيده المحن إلا إصراراً وتمسكاً بحقه في العودة إلى أرضه، وبرفض شتى أشكال التخلي عن تاريخهم، وبالحفاظ على هويتهم، صغاراً كانوا أم كباراً أو شيوخاً.

هذا ما أوضحته قناة الجزيرة الفضائية في تغطيتها الخاصة بالنكبة بعد مرور 64 عاماً عليها، وذلك ضمن حصادها الإخباري ليوم الجمعة 11 أيار 2012، بعنوان «مخيمات لبنان وتحديات الحفاظ على الهوية».. جالت «الجزيرة» خلالها على ثلاثة مخيمات للاجئين الفلسطينيين في لبنان، وكانت حملة «انتمــاء»، ضيف نافذة الحصاد من لبنان.

من مار الياس كانت البداية، هذا المخيم الذي يعد من أصغر المخيمات في لبنان، ويعرف بالعاصمة السياسية للشتات في لبنان، كما يعرف أيضاً بالعاصمة الإعلامية. فبرغم صغر مساحة هذا المخيم إلا أن الموقع الجغرافي والهدوء النسبي فيه دفع معظم الفصائل لاتخاذ هذا المخيم مكاناً استراتيجياً لمراكزها الأساسية. الجزيرة زادت في تعريفها الموجز عن المخيم بأنه تأسس رسمياً عام 1952، بينما كانت أولى العائلات التي استقرت فيه منذ عام 1948، قادمةً من الجليل الأعلى.. وحتى اليوم يسكن في مار الياس حوالى 2000 نسمة فقط، وبرغم قلة العدد إلا أن هذا المخيم يعاني كباقي المخيمات بطالةً مرتفعة، ومصاعب حياتية أخرى متعددة، تعود لعدة عوامل أبرزها القوانين التي تمنع الفلسطيني من العمل في العديد من المجالات، عدا عن حرمانه العديد من الحقوق المدنية والانسانية الأخرى، إضافة إلى تقليص وكالة الغوث الأونروا لمساعداتها الموجهة للشعب الفلسطيني عموماً.

وإلى البداوي، انتقلت الجزيرة لثاني جزء من فقرتها المخصصة لتغطية ذكرى النكبة، عرّفت بالمخيم المتاخم لطرابلس، والذي يقع على بعد 16 كلم من مخيم نهر البارد الذي جرت فيه معارك بين الجيش اللبناني وفتح الاسلام عام 2006. وقد تسببت هذه المعارك بلجوء حوالى 17 ألف لاجئ فلسطيني من مخيم نهر البارد للاحتماء بمخيم البداوي الذي يحوي أصلاً ما يزيد عن 25 ألف نسمة.. ما تسبب في زيادة المأساة المعيشية في المخيم، من سوء في الخدمات، وحرمان من العمل لا يطال فقط اللاجئين في البداوي، بل يطال أكثر من 450 ألف لاجئ في لبنان بشكل عام.

ومن هناك، قدمت الجزيرة تقريراً مصوراً عن مخيم الجليل في بعلبك، هذا المخيم الذي اشتهر بهجرة حوالى نصف سكانه أو ما يعادل 3500 نسمة من أصل 8000 نسمة، إلى البلاد الأوروبية بحثاً عن الكرامة في مكان يحترم وجودهم ويحقّ لهم فيه العمل بغض النظر عن جنسيته، وكل ذلك ما كان ليعني يوماً أنهم نسوا أرضهم، فعلى العكس من ذلك، هم يؤكدون تمسكهم بحق العودة.. لكنهم يرفضون الاستمرار في العيش بمخيم يتضاعف فيه عدد السكان 27 مرة منذ بداية النكبة حتى اليوم، ومع ذلك لا يسمح بتوسيع مساحة المخيم أو التوسع بالعمران من خلال منع إدخال مواد البناء وعدد آخر من التضييقات التي تزيد المأساة تأزماً.

أما كاميرا الجزيرة، فخلال تغطيتها التي دامت حوالى 10 دقائق، كانت تتنقل بين زواريب المخيمات الثلاثة، وتصور دهاليزهم، وتنقل للمشاهدين صوراً للمعاناة في السكن والبنى التحتية.. ومن خلال هذه المشاهد كان يمكن أن نرى جلياً، كما أوضحت الجزيرة، كيف يبدو الصمود الفلسطيني كاسراً لرهان جولدامائير بأن الكبار يموتون والصغار ينسون، فأسماء المدارس والاحياء في المخيمات، ما هي إلا أسماء لمدن وقرى وأحياء في فلسطين الأم... كما أن المقابلات التي اجرتها الجزيرة مع إحدى النساء أكدت عدم نسيان الشعب الفلسطيني لهويته ولوطنه، لا بل جزم ذلك حنين تلك الطفلة لوطنها، كأنها عرفته وسكنت فيه من قبل، حيث يبرز كلامها مدى وعيها بقصة النكبة، عبر سردها حادثة النكبة بأسلوب مبسط بريء كبراءتها، تعبّر فيها كيف أن اليهود «كذبوا علينا» وهجّرونا قسراً من أراضينا..

وبالعودة إلى مخيم مار الياس اختتمت الجزيرة تغطيتها بمقابلة مع ياسر قدورة منسق حملة الحفاظ على الهوية الفلسطينية «انتمــاء»، حيث يؤكد أن القلق ليس بشكل أساسي على الهوية الفلسطينية، حيث اثبت الزمن أن العالم فشل في نسيان الشعب الفلسطيني وطنه، بل إن النكبة التي بدأت ولم تنته هي من أوجدت الأهمية لمثل هذه الحملات للحفاظ على الهوية، ولمقاومة محاولات طمسها وذلك طبعاً من باب الواجب الوطني.. لا سيما مع استمرار المحاولات في الداخل الفلسطيني خصوصاً بطمس الهوية جدياً، من خلال إقامة متحف يهودي في ساحة البراق على سبيل المثال، أو زيادة عدد الفنادق في القدس خلال شهر واحد فقط، فكيف يكون الحال عبر كل هذه السنوات.. هذا الوضع الخطير، هو الذي يؤكد أهمية تفعيل مثل هذه الحملات للحفاظ على الهوية الفلسطينية، والمساهمة في بقاء الثبات في نفوس اللاجئين لا سيما لدى فلسطينيي أوروبا وغيرها من البلاد الأجنبية، من خلال إحياء الرموز والتراث والعادات والتقاليد، وهذا من شأنه إفشال المحاولات الحثيثة لطمس الهوية.

هكذا كانت تغطية الجزيرة الأولى لذكرى النكبة الرابعة والستين، موضحة أن دم الشعب الفلسطيني ينبض حباً بموطنه الأصلي الذي لا يرضى عنه بديلاً، وصور الأطفال الثلاثة الذي كانوا يرددون هتافات من أجل الوطن، جانب بسيط جداً من الجوانب التي توضح أن هذا الوطن سكن قلب اللاجئين قبل أن تراه أعينهم..

 

 
جديد الموقع: