|| تقرير حول أوضاع اللاجئين الفلسطينيين في ظل العدوان الصهيوني على لبنان
يواصل العدو الصهيوني حرب الإبادة وعدوانه الهمجي على لبنان منذ بدء التصعيد بتاريخ 23 أيلول 2024، وفي أعقاب الهجمة الشرسة والممنهجة ضد القرى والمدن اللبنانية وبعض المخيمات الفلسطينية، التي أدّت إلى سقوط المئات من الضحايا والجرحى في صفوف المدنيين معظمهم من الأطفال والنساء، وتدمير للمنازل والمؤسسات التجارية والمدنية، إضافة إلى نزوح أكثر من 1.5 مليون شخص من عدة مناطق في الجنوب والضاحية والبقاع، ومن بينهم مخيمات وتجمعات اللاجئين الفلسطينيين في صور وبيروت وبعلبك.
النزوح:
منذ بداية العدوان الصهيوني على لبنان لغاية إعداد هذا التقرير سجّل نزوح حوالي 85.000 لاجئ من مخيمات صور "مخيم الرشيدية ومخيم البرج الشمالي ومخيم البص"، ومخيمات بيروت: "برج البراجنة ومخيم شاتيلا"، ومخيم الجليل في بعلبك. حيث لجأ العديد منهم إلى مراكز الايواء التابعة لوكالة الأونروا في منطقة صيدا ومراكز الايواء في منطقة الشمال، وهناك قسم كبير من العائلات توزعت على منازل الأقارب والأصدقاء في مختلف المناطق.
أشارت وكالة الأونروا إلى أنها علقت معظم عملياتها في منطقة صور نتيجة تدهور الأوضاع الأمنية وفرار موظفيها، جراء القصف "الإسرائيلي".
وفي ظل استمرار العدوان "الصهيوني" وتفاقم الأوضاع الأمنية في جنوبي لبنان ومحيط الضاحية الجنوبية في بيروت، شهد مخيم البداوي شمالي لبنان تزايدًا ملحوظًا في أعداد النازحين، وسط غياب دعم كافٍ من وكالة الاونروا.
مراكز الإيواء:
وفق تقارير وكالة الأونروا تقع مراكز الإيواء العاملة حاليا، والبالغ عددها 11 مركز إيواء في المناطق التالية: واحد في بيروت (مدرسة يعبد)، وأربعة في منطقة صيدا (مركز تدريب سبلين، ومدرسة نابلس، ومدرسة رفيديا، ومدرسة بير زيت/بيت جالا)، وخمسة في الشمال (مدرسة طوباس، ومدرسة عمقا، ومدرسة جبل الطابور، ومدرسة بتير، ومدرسة مجدو ومزار، وجميعها في مخيم نهر البارد)، وواحد في البقاع (مدرسة الجرمق في منطقة زحلة).
توزع النازحين من اللاجئين الفلسطينيين:
صيدا: 41%
بيروت: 16%
طرابلس: 37%
البقاع: 6%.
تشير التقديرات إلى أن 35 % من السكان موجودون في الرشيدية، 20% في برج الشمالي، وأيضا 10% في البص، مع وجود حوالي 10% في التجمعات. وقد توقفت المخابز عن العمل ولا تزال الكهرباء نادرة.
وبحسب التقارير الصادرة عن وكالة الأونروا،
في تاريخ 14 تشرين الأول 2024، تم تسجيل ما مجموعه 3,829 نازحا في ملاجئ الأونروا، ما يمثل انخفاضًا قدره 254 شخصا، أو ما يقرب من 6,2%، منذ التقرير الأخير. وتشير التقارير الأولية إلى أن بعض الأشخاص من منطقة صور سعوا إلى العودة إلى الجنوب في الأيام الماضية.
مجازر تطال المخيمات والتجمعات:
أثّر التدهور المتزايد في الوضع الأمني في أنحاء لبنان إلى قصف بعض المخيمات وارتكاب مجازر أودت بحياة عائلات كاملة، في مخيم عين الحلوة، وفي بلدة عين الدلب، ومخيم البص، في جنوب لبنان، وفي مخيم البداوي شمال لبنان.
تم تسجيل عدد الشهداء منذ بداية العدوان الصهيوني على لبنان في 23/9/2024، إلى 45 شهيداً فلسطينياً موزعين على المناطق التالية:
10 شهداء من مخيمات صور
17 شهيداً من مخيمات صيدا
6 شهداء من مخيمات بيروت
7 شهداء من مخيمات نهر البارد والبداوي في طرابلس
5 شهداء من منطقة البقاع.
لا تزال المؤسسات التعليمية في لبنان مغلقة في وجه التعليم. وقد تم تأخير بدء السنة الدراسية حتى 4 تشرين الثاني 2024، وذلك في أعقاب إعلان وزارة التربية والتعليم العالي.
وفي جانب آخر تذكر وكالة الأونروا أنه يجري البحث عن ترتيبات لمرضى غسيل الكلى. وقبل الاستجابة الطارئة، كان هؤلاء المرضى يتلقون العلاج في مستشفى في صيدا، وقد لا يتمكن العديد منهم من الوصول إلى هذا الموقع بعد الآن. وقد تمت إحالة بعض مرضى غسيل الكلى من الجنوب للإقامة في مركز إيواء الطوارئ في صيدا لتسهيل الحاجة المتكررة للعلاج.
كذلك انحرمت العائلات الفلسطينية التي صمدت في مخيمات صور من الحصول على المساعدات ومن خدمات الأونروا، وانعدام الاحتياجات الأساسية من مواد تموينية وخبز ومياه للشرب وكهرباء.
مع دخول لبنان مرحلة جديدة من العدوان الصهيوني، ومع توسيع الغارات الجوية من حيث العدد والنطاق الجغرافي، مما دفع مختلف المؤسسات والجمعيات الاجتماعية إلى الاستنفار للتصدي لتداعيات هذا العدوان، خاصة في ما يتعلق بالإغاثة والإيواء وغير ذلك، ولا تقتصر الجهود في هذه المراكز على توفير الاحتياجات الأساسية من غذاء ومأوى، بل تمتد لتشمل تقديم الدعم النفسي، خاصة للأطفال الذين يعانون من آثار الصدمات العميقة جراء الظروف القاسية التي يمرون بها في ظل الحرب.
وفي سياق متصل، أنجز المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج "مشروع تركيب أجهزة تكرير مياه الشرب" في مراكز إيواء النازحين في مدينة صيدا والجوار، وذلك بالتعاون والشراكة مع بلدية صيدا. وقد استهدف المشروع 33 مركزاً يضم النازحين من شعبنا اللبناني والفلسطيني، والذي يأتي استجابة لاحتياجات النازحين في توفير مياه الشرب، وللتخفيف من معاناتهم الإنسانية. كذلك هو تعبير عن حالة التضامن والدعم بين الشعبين اللبناني والفلسطيني في مسيرة النضال والتضحية والصمود والمقاومة.
______________________
إعداد: منظمة ثابت لحق العودة وبالتعاون مع لجنة العودة وشؤون اللاجئين في المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج
صيدا في 22 تشرين الأول 2024