منظمة ثابت لحق العودة
 
الصفحة الرئيسية من نحن إتصل بنا
حراك ثابت
أخبار ثابت
بيانات ثابت
حراك إعلامي
إصدارات ثابت
محطات على طريق العودة
تقارير ثابت الإلكترونية
إبداع لاجئ
أرشيف ثابت
صدى اللاجئين
حملة انتماء
حملة العودة حقي وقراري
مبادرة مشروعي
مقالات العودة
تقارير وأبحاث
انضم لقائمة المراسلات
 
 
صفحتنا على الفايسبوك
عضوية منظمة ثابت في إتحاد المنظمات الأهلية في العالم الإسلامي
 

فاتورة مبكرة ومجانية لغينغرتش

خالد معالي

أظهرت تصريحات "نوت غينغرتش" المرشح الجمهوري الأبرز لانتخابات الرئاسة الامريكية حول القضية الفلسطينية؛ مدى استخفافه بقضية العرب الأولى، وأكثرها خطورة في المنطقة، دون أن يحسب حسابا أو وجودا، أو يقيم وزنا لمئات الملايين من المسلمين.

تحول قرابة 12 مليون فلسطيني إلى مستوطنين، ومستجلبين من الخارج بما يحملون من همجية وإرهاب، ليحلوا مكان اليهود المسالمين ويذبحوهم ويهجرونهم في منافي الأرض، بحسب تصريحات "غيغنرتش" والتي كررها أكثر من مرة، قالبا الحقائق بشكل غير معقول ولا مقبول حتى لدى أكثر الناس جهلا وغباء.

عالم اليوم الظالم، لا يعترف إلا بالقوي وبأجندته، وهذه هي أجندة الرئيس المتوقع لأمريكا، وهذه هي هديته للشعب الفلسطيني، ولكل من عول على الدور الأمريكي "النزيه والحيادي" في معالجة الملف الفلسطيني.

لو أن مسئول عربي أو فلسطيني صرح ولو سهوا؛ بان الشعب الأمريكي مستجلب، وحل بالدم والإجرام مكان السكان الهنود الأصليين في أمريكا، لقامت قيامة أمريكا ومعها أوروبا المنافقة وساندتها دولة الاحتلال، ولاتهم بأبشع صفات الإرهاب والإجرام، ولا يستبعد أن تشن الحرب إن أصر على تصريحاته ولم يعتذر.

مخطئ من يظن أن "غينغرتش" صرح بما قال دون تدقيق وتمحيص، ومعرفة توابع وانعكاسات تصريحاته. هو بذلك يجني ويربح أصوات كثيرة من أصوات اليهود؛ في الوقت الذي يوجد ملايين الأصوات من العرب والمسلمين في أمريكا لا يقيم لها "غينغرتش" وزنا ولا اعتبارا لتشتتها وتفرقها، كحال العرب والمسلمين، وحتى كحال الفلسطينيين أيضا والذي لا يسر أحدا.

سب وشتم و"غينغرتش" لا يجدي نفعا، ولا يغني ولا يسمن من جوع، والعتب واللوم عليه في غير محله؛ المطلوب هو البحث عن وسائل الضغط، واستخدامها بشكل امثل في التأثير على الانتخابات الامريكية تماما كما يفعل اللوبي اليهودي، ولكن بأساليب أكثر احترافية، وأخلاقية، ومهنية.

قالت العرب قديما "رب ضارة نافعة"؛ فتصريحات "غينغرتش"، ربما ستوقظ من كان به غشاوة، وتزيل عن قلبه حب أمريكا، وما قرب إليها من قول أو عمل. "غينغرتش" أراح الكثيرين من تعب فضح سياساتها، ووفر عليهم الكثير من الجهد والعمل، حتى بات هناك من يدعو أن يكثر من أمثاله وتصريحاته؛ حتى يعجل في هزيمة معسكر أمريكا الذي يتغنى كذبا بالحرية وحقوق الإنسان.

لو كان الشعب الفلسطيني قويا بوحدته وبموقفه، ولو كان العرب والمسلمين يحسب لهم حساب؛ لما تجرأ "غينغرتش" على التمادي والغلو، ولسارع لتقديم اعتذاره لمليار ونصف من المسلمين.

من كان يعول على الخارج كي يتحرر، ومن كان يعول على تغيير سياسات أمريكا للأحسن والأفضل؛ بات عليه أن يراجع حساباته، ويصحو من غفوته سريعا دون تلكؤ وتراخي واختلاق للذرائع."ما حك جلدك مثل ظفرك"، هو الخيار الوحيد المتبقي؛ لأننا إن لم نحترم أنفسنا، ونقوي صفوفنا ، فلن يحترمنا"غينغرتش" ولا غيره، ولن يتراجع عن تصريحاته ما دمنا ضعفاء. وهو إن فاز – لا سمح الله - سيطبق تصريحاته قولا وفعلا؛ لان هناك من يحاسبه وبسائله عن برامجه الانتخابية وما حقق منها في فترته الانتخابية.

فاتورة الانتخابات الامريكية يدفع ثمنها الفلسطينيون مبكرا، وبالمجان؛ لضعفنا وهواننا على الناس، بحيث باتت القضية الفلسطينية تذبح جهارا نهارا قربانا لأصوات الناخب اليهودي المتغول، والصاحي لما حوله. وممنوع على الضحية أن لا تتألم، وتحرم أيضا من الصراخ، وعليها تقبيل يد جلاديها، فهل هناك ظلم في هذه الدنيا أقسى وأصعب من هذا...؟!

 
جديد الموقع: