ثنائية جدلية تتقاذفها عواصف التاريخ ورياح الواقع المثيولوجي الذي يسيطر على المكان والزمان ويصنع كائناته التي تسكن المكان وتسيطر على الزمان وتفرض إرادتها المستمدة من القوة لا من الحق .
فنحن كفلسطينيون امتلكنا المكان وسكناه لسنين طويلة من التاريخ ولكن الإسرائيليون يعتبرون وجودنا نفياً لوجدهم ، واحتلالاً لأمكنتهم لذا فإنهم عندما سيطروا على المكان وأزاحونا من فوقه بل ومارسوا القوة والقتل والتشريد لتحقيق مايسمونه بعودتهم لقديمهم ، الذي يستمد نظرية تأسيسه من التوارة والتلموذ والمشنا والجمارا ،
كلها مصادر تعتبر فلسطين أرض الميعاد ، أرض القداسة المقدسة لذا لايمكن التفريط بأي شبر منها ، خاصة وأنها ملك أبدي توارثوها عبر وعد إلهي وصك توراتي حصلوا عليه من يهوى إلههم ، وإله أبناؤهم وأبناء أبناؤهم ، إله مكانهم وإله أرضهم ، إله يقاتل عنهم ويحميهم من الصعاب .
هذا المنطق التأسيسي الصهيوني القائم على حكم الأساطير حكم الميت بالحي ، حكم الغائب على الشاهد لايمكن أن يصنع سلاماً أو أن يعيد أرضاً أو أن يقيم دولة للشعب الفلسطيني فوق نفس المكان ، لذا فإنني أدعو عبر مقالي هذا النخبة العقلانية الإسرائيلية أن تخرج من حجرات التحجر والتكلس والتشيؤ المثيولوجي إلى عالم الواقع ، عالم الحقيقة ،
عالم الأبدية الأرضية لكي نعيش وإياهم على أرض واحدة التي تتسع لنا ولهم وتكون ملكاً مشتركاً بيننا وبينهم وهذا هو جوهر العدل الفلسطيني الذي نبحث عنه واستشهد من أجله الرئيس القائد الرمز ياسر عرفات ويمكن أن يستشهد من أجله الرئيس أبومازن وبذلك يكون حق العودة هوعودة الحق.