منظمة ثابت لحق العودة
 
الصفحة الرئيسية من نحن إتصل بنا
حراك ثابت
أخبار ثابت
بيانات ثابت
حراك إعلامي
إصدارات ثابت
محطات على طريق العودة
تقارير ثابت الإلكترونية
إبداع لاجئ
أرشيف ثابت
صدى اللاجئين
حملة انتماء
حملة العودة حقي وقراري
مبادرة مشروعي
مقالات العودة
تقارير وأبحاث
انضم لقائمة المراسلات
 
 
صفحتنا على الفايسبوك
عضوية منظمة ثابت في إتحاد المنظمات الأهلية في العالم الإسلامي
 
فلسطينيو سوريا بقاعاً: الخيمة أصبحت غنيمة
من «جحيم اليرموك» إلى «جحيم لبنان»
 

الإثنين، 25 شباط، 2013

«هو تشريد أقسى وأظلم لأنه ياتي من الجميع، سواء من ذوي القربى أم من الهيئات الدولية التي انشئت لإغاثة الشعب الفلسطيني «. بهذه الكلمات وصفت ابتسام نكبتها، وهي النازحة الفلسطينية من مخيم اليرموك، أو «المشردة» مثلما تصف حالتها وحالة عائلتها المؤلفة من رب عائلة وأربعة اطفال.

هربت ابتسام وعائلتها منذ نحو ثلاثة أشهر من «جحيم مخيم اليرموك»، حاملة في داخلها ما تسميه «أطنانا» من الغضب والأسى والحقد على من شرّدها من غرفتها الصغيرة في ذاك المخيم، التي تتطلع إليها اليوم كقصر كبير خسرته، لتعيش مأساة الإيواء في البقاع الأوسط.

تبدأ معاناة النزوح الفلسطيني من اللحظة الأولى للهروب من اليرموك، وفق ابتسام: «خروجنا من اليرموك أفقدنا حياتنا الطبيعية التي كنّا اعتدنا عليها وأزالت عنّا تعب التشريد، هناك تكيفنا مع أحوالنا الاقتصادية، وكانت لنا أعمالنا اليومية والأهم مسكننا وبيتنا وإن كان متواضعاً».

وتقول: «في اليرموك كان لدينا سقفاً نستظلّه، أمّا هنا فلا غرفة تحتضن أطفالنا، فالخيمة باتت غنيمة وكنزا إن وجدت، في ظل ندرة المساكن وغلاء بدلات الايجار».

الإيواء هو «أم المشاكل» في البقاع ويتصدّر معاناة النازحين الفلسطينيين أكثر من غيرهم، مقابل إحجام أغلب الهيئات الاغاثية عن تقديم المساعدة المطلوبة للنازح الفلسطيني بحجة أن إغاثته من مهام واختصاص «الأونروا» التي تتلكأ، هي الاخرى، عن تقديم العون له.

20 في المئة من مجمل عدد النازحين الفلسطينيين في البقاعين الأوسط والغربي يعيشون «تشريداً متنقلاً»، وفق عضو اللجنة المركزية لـ«الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين» عبدالله كامل، الذي يشير الى أن عدد العائلات الفلسطينية النازحة المسجلة في قيود منطقتي البقاع الغربي والأوسط تجاوز 1253 عائلة.

وتشير الأرقام المسجلة في قيود النجدة الاجتماعية الفلسطينية إلى أن نحو 65 في المئة من النازحين الفلسطينيين يعيشون عند أقاربهم وأصدقائهم، ويتشاركون معهم الغرف الضيقة، في حين لم تتجاوز نسبة العائلات الفلسطينية التي استطاعات تدبر إيوائها أكثر من 10 في المئة، وهي استطاعت تأمين إيوائها بإيجارات مرتفعة.

المطلوب، وفق كامل، المسارعة إلى إعلان حال طوارئ إغاثية، والضغط على «الأونروا» لتقديم مساعدات عاجلة إلى النازحين، ووقف سياسة التفريق بين النازح السوري والنازح الفلسطيني، والإيعاز إلى الهيئات العربية والدولية الإغاثية لتشمل مساعداتها الشعب الفلسطيني.

منذ تموز الماضي لم تقدّم «الأونروا»، وفق كامل، سوى بون ألبسة قيمته مئة ألف ليرة، وغالون مازوت فارغ لصالح كل عائلة، وقد استلم النازحون الفلسطينيون منذ أيام مساعدة مالية اعتبرتها «الاونروا» بدل إيواء وهي عبارة عن 20 دولارا أميركيا لكل فرد أو بمعدل 120 دولارا أميركيا للعائلة كحد أقصى.

وتتنقل العشرات من العائلات الفلسطينية يومياً من خيمة إلى أخرى، ومن قطعة أرض إلى أخرى، ومن غرف مهجورة إلى غرف أكثر ظلامة، وفق توصيف مسؤولة «النجدة الاجتماعية الفلسطينية» ميساء صالح التي تورد بعض حكايات التشريد الفلسطيني في البقاع الاوسط.

إحدى العائلات لم تجد مكاناً لها سوى غرفة مهجورة تجاور مكب برالياس، حيث أضطرت إلى السكن مع الحشرات والكلاب الضالة والحيوانات، إضافة إلى انبعاث الروائح الكريهة.

عائلة أخرى تفترش منذ أيام غرف المستودع في النجدة في تعلبايا، وأخرى لم تجد مكاناً لها سوى غرفة في «المركز الثقافي الفلسطيني» في سعدنايل، بانتظار أن تعثر على غرفة أو شقة صغيرة بات إيجادها يتطلب معجزة إلهية، وفق وصال، التي تتحدث عن أسعار غرف وصل إيجارها إلى ما يزيد عن 300 دولار أميركي، علماً أن قيمتها لم تكن تتجاوز 100 دولار قبل مأساة النزوح.

حاول النازحون الفلسطينيون والفصائل الفلسطينية أن يغيروا الواقع المأساوي لتشريدهم الجديد، فالاعتصامات في باحة مركز «الأونروا» في تعلبايا لم تجد نفعاً، ولم تساهم في فتح باب المساعدة المطلوبة للنزوح الفلسطيني الجديد الذي يعد أقسى من نكبة فلسطين، وفق أحمد، الذي يتحدث عن ألم نفسي كبير عند النازح الفلسطيني الذي يفتقد في تشريده الجديد أي نصير أو مغيث.

المصدر: سامر الحسيني - السفير

 
جديد الموقع: