منظمة ثابت لحق العودة
 
الصفحة الرئيسية من نحن إتصل بنا
حراك ثابت
أخبار ثابت
بيانات ثابت
حراك إعلامي
إصدارات ثابت
محطات على طريق العودة
تقارير ثابت الإلكترونية
إبداع لاجئ
أرشيف ثابت
صدى اللاجئين
حملة انتماء
حملة العودة حقي وقراري
مبادرة مشروعي
مقالات العودة
تقارير وأبحاث
انضم لقائمة المراسلات
 
 
صفحتنا على الفايسبوك
عضوية منظمة ثابت في إتحاد المنظمات الأهلية في العالم الإسلامي
 

عشرات العائلات الفلسطينية الوافدة من سوريا.. غير مسجلة

غياب تام لـ«الأونروا» و«الإغاثة» عن حاجات النازحين بقاعاًسامر الحسيني


لم تعد إحسان تذكر، وهي سيدة فلسطينية، عدد مرّات النزوح المتواصل في حياة عائلتها، وآخرها النزوح من مخيم اللاجئين الفلسطينين في اليرموك في دمشق إلى البقاع اللبناني، هرباً من الجحيم السوري، الذي وصل بحممه وناره إلى داخل المخيم. من نزوح إلى نزوح، ومن صفة «لاجئ في سوريا» إلى «لاجئ في لبنان»، تقول إحسان: «هذه حياتنا». تقولها بمرارة ودموع تسابق الكلمات. وفدت إحسان إلى سعدنايل تاركة وراءها مسكنها، وكل احتياجاتها، التي قد «تكون باتت تحت الركام»، كما تقول بحسرة على خسارة كل ما جنته في السنوات الماضية «جنى العمر ذهب في ثوان».

دشن فلسطينو سوريا نزوحهم الثاني من مخيم اليرموك إلى البقاع اللبناني في ليل 16 تموز الماضي، عندما وصلت أولى العائلات من مخيم اليرموك إلى سعدنايل. ثم توالت عمليات النزوح، ليزيد عدد العائلات حتى يوم أمس عن مئة عائلة، وفق إحصاء عضو اللجنة المركزية لـ«الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين» عبد الله كامل، الذي يشير إلى أن أعداد النازحين لم تتوقف عند الرقم المذكور، «بل في تصاعد يومي». وبالفعل، فإن حجم النزوح الفلسطيني من سوريا إلى البقاع يتجاوز الأرقام المسجلة، بل قد يتضاعف مرات، وفق كامل. ويشير إلى أن «عشرات العائلات وفدت إلى قرى سعدنايل، والمرج، وبر الياس. ولم تسجل أسماءها لأن حالتها ميسورة. ولا تحتاج إلى أي مساعدات غذائية، أو تدبر مسكن وسواها من الخدمات الاجتماعية، التي يعوزها اللاجئون الفلسطينيون الآخرون الجدد في البقاع». وتقوم العائلات الفلسطينية الآتية من سوريا، وجلها من مخيم اليرموك، بتسجيل أسمائها لدى ممثلي «مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين». أما «وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين - الأونروا»، فلا تزال بعيدة عن الجانب الإنساني والاجتماعي للعائلات الفلسطينية اللاجئة. ويشير كامل إلى أن «الصليب الأحمر الدولي، والهلال الإماراتي، من الجمعيات الأولى التي تحركت في البقاع، على صعيد الإغاثة وتقديم المساعدات الغذائية، والعينات التنظيفية، والألبسة والأغطية والفرش». ويطالب كامل «الأونروا» بـ«تحرك عاجل وتشكيل لجنة طوارئ، للاعتناء بالنزوح الفلسطيني الجديد، الذي يحتاج إلى عناية خاصة على مختلف الأصعدة، والنواحي الاجتماعية والإنسانية، والتعليمية والطبية».

يتحدث عبد الرحيم عوض، الذي يشغل مهمات اللجان الشعبية في البقاع الأوسط عن «نزوح فلسطيني يحمل الكثير من الصور المأساوية والمعاناة الحقيقية، فهناك صور عن عائلات لم تخرج من منازلها سوى بثيابها وأطفالها. وتحتاج اليوم إلى مساعدات عاجلة وتحرك دولي». في الأيام الماضية نشطت اتصالات ولقاءات بين الفصائل الفلسطينية و«الأونروا»، يأمل عوض «أن تتكلل بالنجاح، وأن تفتح الباب أمام المساعدات المطلوبة، لا سيما أن الأونروا، هي المرجعية المسؤولة عن النازحين الفلسطينين».

في ليلة واحدة، وفد إلى منطقة المصنع أكثر من 67 عائلة فلسطينية، عانت ما عانته من تعقيد في إجراءات الأمن العام. وقضى أفرادها ليلتهم في العراء. واستعانوا بفرش وأغطية جرى تأمينها من كوادر «تيار المستقبل» في البقاع الأوسط. وكان «المستقبل» قد أقام خيمة استقبال عند الحدود اللبنانية السورية في منطقة المصنع، لاستقبال النازحين السوريين، والعمل على توفير مساكن لهم مع مساعدات غذائية وطبية.

أكثر من 1500 عائلة سورية مسجلة في مستندات «تيار المستقبل» في البقاع الأوسط، كما يقول المنسق العام للبقاع الأوسط أيوب قزعون، الذي يشير إلى أن التقديمات لا تقتصر على الحصص الغذائية، بل تطال الألبسة والفرش والأغطية، والمساعدات الطبية مع تحضير مساعدات تربوية. تقديمات «تيار المستقبل» وفق قزعون، «شملت نازحين إلى القرى في البقاع الأوسط ذات الغالبية السنية، إضافة الى النازحين الفلسطينين، والنازحين إلى مدينة زحلة، حيث جرى توفير بعض المساعدات إلى مطرانية الروم الكاثوليك». ويرفع قزعون الصوت عالياً ضد ما يسميه «نأي الحكومة اللبنانية عن إغاثة النازحين السوريين، واستمرار ابتعاد الهيئة العليا للإغاثة عن البقاع، في ظل إمكانيات محدودة عند الجمعيات الحاضرة مقابل تصاعد في أرقام النازحين وفي احتياجاتهم».

في «دار الفتوى»، وصلت أعداد النازحين المسجلة إلى 4420، كما يؤكد الشيخ أيمن شرقية، المسؤول عن ملف إغاثة النازحين السوريين. ويحمل شرقية الكثير من الصور المأساوية التي يعيشها النازحون السوريون، الذين يحتاجون إلى مساعدات غذائية وطبية تأمينها دونه عقبات وعراقيل يزيد من معاناة النزوح. ويناشد شرقية المجتمع الدولي والهيئات الإنسانية، بالتحرك عاجلاً صوب البقاع الذي «يحتاج إلى إغاثة سريعة وزيادة في التقديمات الاجتماعية والطبية والغذائية». النزوح السوري لم يعد يقتصر في البقاع على القرى ذات الغالبية السنية، بل يطال مختلف القرى البقاعية على اختلاف انتماءاتها الطائفية والمذهبية، فكل قرية وبلدة تحكي حكاية نزوح سوري يرتفع عدده يوما بعد يوم، وفق ما يحصل في زحلة الكاثوليكية التي وصلت عديد العائلات السورية النازحة والمسجلة في أرقام مطرانية الروم الكاثوليك 274 عائلة، حيث يتم تقديم مختلف أنواع المساعدات الغذائية والطبية المطلوبة.

السفير،14/08/2012


 
جديد الموقع: