منظمة ثابت لحق العودة
 
الصفحة الرئيسية من نحن إتصل بنا
حراك ثابت
أخبار ثابت
بيانات ثابت
حراك إعلامي
إصدارات ثابت
محطات على طريق العودة
تقارير ثابت الإلكترونية
إبداع لاجئ
أرشيف ثابت
صدى اللاجئين
حملة انتماء
حملة العودة حقي وقراري
مبادرة مشروعي
مقالات العودة
تقارير وأبحاث
انضم لقائمة المراسلات
 
 
صفحتنا على الفايسبوك
عضوية منظمة ثابت في إتحاد المنظمات الأهلية في العالم الإسلامي
 

تدابير أمنية خلال تشييع اليوسف لمنع توتير الأجواء

البارد: سحب مظاهر الاحتجاجات لم ينه الاستثمار السياسي والتحريض


عمر ابراهيم

تتكثف الاتصالات واللقاءات على أكثر من صعيد لمعالجة ذيول الإشكالات الأمنية التي شهدها مخيم نهر البارد على مدى الأيام الماضية، في وقت شيّع فيه أبناء البارد في موكب رسمي وشعبي جثمان القتيل فؤاد لوباني وسط تدابير احترازية اتخذها الجيش اللبناني، وقيادة الفصائل على الأرض لقطع الطريق أمام أي محاولة لإعادة توتير الأجواء، بما يؤدي إلى تجدد المواجهات ووقوع مزيد من الخسائر البشرية.

لكن توقف المواجهات على الأرض، وسحب كل مظاهر الاحتجاجات لم ينه محاولات الاستثمار السياسي والتحريض داخل المخيم وخارجه، التي استمرت على نحو تصاعدي ووصلت أصداؤها إلى قرى لبنانية محيطة بالمخيم بدأت تبرز فيها مؤشرات توتر على خلفية استهداف الجيش داخل المخيم، وإن كان هناك في المخيم من يتهم أطرافا سياسية لبنانية بتأجيج الوضع لزج المخيمات الفلسطينية في الصراع اللبناني. ويمكن القول إن الانفراجات التي شهدها المخيم أمس، والتي جاءت ثمرة اتصالات مكثفة أجريت على أعلى المستويات اللبنانية والفلسطينية. ونتج منها الاتفاق على مواصلة التنسيق والتعاون الميداني بين الجيش والقيادات الفلسطينية، لم توصل الأمور بعد إلى خواتيمها السعيدة التي تتمناها أكثرية قيادات المخيم، والتي أخذت على عاتقها التصدي الكامل لتلك الخروقات. وقطعت الشك باليقين بأن الجيش اللبناني خط أحمر، مع تأكيدها الاستمرار بالجهود التي تبذلها لرفع الحالة العسكرية والتخفيف من معاناة أبناء المخيم.

أمس استفاق أبناء البارد على الطرق وقد عادت تضج بالحركة التي افتقدتها على مدى الأيام الماضية بفعل المواجهات التي شهدتها، وتحولت فيها تلك الطرق إلى ساحات مواجهات ومسرح لعمليات كرّ وفرّ بين الجيش اللبناني وشبان فلسطينيين، سقط بنتيجتها قتيلان وعشرات الجرحى من المدنيين والعسكريين. عودة الحركة إلى شوارع المخيم تزامنت مع فتح معظم المحال التجارية أبوابها، بعدما أنهت ورش «الأونروا»، بالتعاون مع متطوعين أعمال تنظيف الطرق وإزالة كل مخلفات الاحتجاجات باستثناء خيم المعتصمين، التي أُبقي عليها لحين تحقيق المطالب المتفق عليها بين الجيش والقيادات الفلسطينية، وأبرزها تشكيل لجنة تحقيق بحادث مقتل الشاب قاسم قبل أيام. وكانت قيادة الفصائل الفلسطينية قد عقدت على مدى الـ48 ساعة الماضية سلسلة اجتماعات، واستتبعتها بلقاءات واتصالات مع قيادات أمنية وعسكرية لبنانية، في إطار مساعيها للتخفيف من حال الاحتقان وإعادة الأمور إلى طبيعتها في مخيمي البارد والبداوي الذي كانت طرقه والمناطق المحيطة به قد شهدت أعمال قطع طرق استمرت حتى منتصف ليل أمس الأول، قبل أن تنجح مساعي الفصائل في إعادة فتحها وسحب المحتجين من الطرق. وأوضحت مصادر فلسطينية، أنه نتيجة المتابعة والتنسيق مع قيادة الجيش اللبناني، تم عند الساعة الأولى من ليل امس الأول إعادة فتح جميع مداخل مخيم البارد، بعدما كان الجيش قد أغلقها على خلفية المواجهات التي وقعت. وأضافت المصادر، أن «الاتصالات مع قيادة الجيش ومديرية المخابرات أفضت إلى نتائج إيجابية، وإلى التوصل إلى اتفاق لمواصلة التعاون، بما يضمن عدم تكرار ما حصل».

اتفاقات

أشارت مصادر عسكرية لبنانية، إلى أن الجيش اللبناني سمح لنحو 1500 شخص بالدخول إلى مخيم نهر البارد للمشاركة في تشييع أحمد قاسم من دون حيازتهم تصاريح، وأن ذلك كان من باب المساهمة في تخفيف الاحتقان، لكن البعض استغل التنسيق القائم بين الفصائل وقيادة الجيش واعتدى على عناصر الجيش. وأكد أمين سر «حركة فتح» في الشمال أبو جهاد فياض: أن «الجيش اللبناني ما زال ملتزماً بكل الاتفاقات التي تم التوصل إليها قبل أيام، لجهة تشكيل لجنة تحقيق بالمواجهات والتخفيف من الإجراءات الأمنية، وهو متعاون معنا وقدم لنا الكثير من التسهيلات على الأرض»، مشدداً على «أنه من غير المسموح بعد اليوم الإساءة إلى المخيم من أي طرف كان، ولن نسمح بخطف المخيم مرة ثانية كما حصل خلال وجود عناصر فتح الاسلام». وتابع «نحن كفصائل عملنا على التهدئة وما زلنا، ولكن هناك من قام بتصرفات غير محسوبة، ونحن حذرنا الجميع من خطورة أعمال كهذه على أمن المخيم واستقراره».

بدوره اتهم مسؤول العلاقات السياسية في «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ـ القيادة العامة» خالد عودة «قوى خفية تحاول زجّ المخيمات في الصراع اللبناني»، مؤكداً أن ما يحصل هو استهداف للجيش والفصائل الفلسطينية»، محذرا «البعض من أعمال التحريض ومحاولة تسييس ما يحصل وتوجيه الاتهامات، لأن ذلك من شأنه أن يضرّ بأمن المخيمات ولبنان على حد سواء». وتابع: «إن ما حصل خلال الأيام الماضية من غير المسموح أن يتكرر، مع تأكيدنا ضرورة معالجة الملفات المتعلقة بالمخيم بدءا بالإجراءات الأمنية وصولاً إلى استكمال الإعمار».

لجنة تحقيق

وأصدرت الفصائل و«اللجان الشعبية» و«مجلس خطباء وأئمة المساجد والمؤسسات في مخيم البارد» بيانا قالت فيه إن «الحادث المؤسف لا مصلحة لأحد به، وهو يتعارض مع مصالح أبناء المخيم وأهدافهم ومطالبهم، وقد أسهم فيه بعض المنفعلين والغاضبين كنتيجة لحال الاحتقان الشعبي، بسبب استمرار الحال الأمنية والعسكرية، منذ ما يزيد عن خمسة أعوام، وعمقتها طريقة استشهاد الشاب أحمد القاسم، وندعو الإخوة في قيادة الجيش إلى الإسراع في تشكيل لجنة تحقيق بحادث استشهاد الشابين أحمد قاسم وفؤاد لوباني، وإلغاء التصاريح حتى نهاية شهر تموز المقبل، خطوة على طريق إنهاء الحال العسكرية والأمنية عن المخيم في أقرب وقت ممكن». وأكد البيان «الاستمرار في الاعتصام المفتوح بعيدا عن إغلاق شوارع المخيم وإحراق الاطارات، حتى تحقيق المطالب برفع الحال العسكرية والتحقيق بحادث استشهاد قاسم ولوباني».

من جهة أخرى، عقد رؤساء البلديات العكارية المحيطة بمخيم نهر البارد اجتماعا طارئا في مبنى بلدية ببنين أمس، تطرقوا خلاله للتطورات الأمنية الأخيرة التي شهدها المخيم والتي أدت الى مقتل شخصين وجرح آخرين. وبعد الاجتماع الذي حضره رؤساء بلديات ببنين، ووادي الجاموس، والمحمرة، وبرج العرب، والقرقف، وقبة بشمرا، ومجدلا، أصدر المجتمعون بياناً ناشدوا فيه أهالي مخيم نهر البارد «أن يفوتوا الفرصة على كل من يريد أن يزجّ بهم في مستنقعات الفتن، ليمنع أي حل قريب كنا قد حرصنا على إيجاده لحلّ قضية المخيم والتخفيف من الحالة الأمنية المفرطة عليه، ليعود كما كان مركزاً للمحبة ولينعم أهله بالحرية من جديد حتى تتحقق العودة إلى فلسطين». وأبدى المجتمعون خوفهم من امتداد مشاعر الغضب والاحتقان إلى مساحات جغرافية أوسع وأبعد من مخيم نهر البارد، ما يدخل البلاد في أتون الفتن. كما يخافون على صورة الجندي اللبناني التي تظهره اليوم كعدو لكل فلسطين.

السفير، 20/06/2012

 
جديد الموقع: