منظمة ثابت لحق العودة
 
الصفحة الرئيسية من نحن إتصل بنا
حراك ثابت
أخبار ثابت
بيانات ثابت
حراك إعلامي
إصدارات ثابت
محطات على طريق العودة
تقارير ثابت الإلكترونية
إبداع لاجئ
أرشيف ثابت
صدى اللاجئين
حملة انتماء
حملة العودة حقي وقراري
مبادرة مشروعي
مقالات العودة
تقارير وأبحاث
انضم لقائمة المراسلات
 
 
صفحتنا على الفايسبوك
عضوية منظمة ثابت في إتحاد المنظمات الأهلية في العالم الإسلامي
 

«عاصمة الشتات الفلسطيني» تسجّل مبادرة جديدة في زمن إعادة رفع المتاريس

ما هي دوافع وظروف إزالة آخر الدشم بين القوى الفلسطينية في مخيم عين الحلوة والجيش اللبناني؟

إثنان من المطلوبين عادا إلى المخيم «غانمين» بعدما غادراه منذ أسبوعين مع مطلوبين بارزين!

الأربعاء,13 حزيران 2012

هيثم زعيتر - اللواء

في مثل هذه الأيام قبل 30 عاماً، إثر الاجتياح الإسرائيلي للبنان في حزيران من العام 1982، كانت ثلة من أبناء مخيم عين الحلوة تتصدى للقوات الغازية، وتكبدها أفدح الخسائر في ضباطها وجنودها وآلياتها، وتحول دون دخولها المخيم لأكثر من 15 يوماً، حيث كانت قوات الاحتلال قد تجاوزت منطقة الجنوب وجبل لبنان ووصلت إلى مشارف العاصمة، بيروت..

بين الحين والآخر يبقى الوضع الأمني داخل مخيم عين الحلوة، هاجساً ليس لدى الفلسطينيين فحسب، بل أيضاً لدى اللبنانيين، وربما تجاوزهم ليصل إلى خارج الحدود اللبنانية إقليمياً ودولياً، نظراً للعوامل العديدة التي يُؤثر ويتأثر بها الوضع في «عاصمة الشتات الفلسطيني»..

وعادت المتاريس لترتفع ليس بين المناطق اللبنانية فحسب، بل في الشوارع والأزقة والزواريب، وحتى الأبنية المتلاصقة، ويتفجر بركاناً لهاباً قصفاً وقنصاً، موقعاً ضحايا بين قتيل وجريح، وتشريد عائلات، إما بسبب تواجدها في مناطق لم تعد تسيطر عليها طائفتها أو لاعتبارات الانتماء السياسي، وحتى الخطف على «الهوية الطائفية»..

وعلى عكس ما هو سائد اليوم، فقد برزت مبادرة جديدة في مخيم عين الحلوة، حصلت الجمعة 8 من حزيران الجاري، تمثلت بإزالة آخر الدشم الموجودة فيه، وتحديداً عند المدخل الشمالي الشرقي للمخيم، بين حاجز «الكفاح المسلح الفلسطيني» ومخيم الطوارىء، حيث المعقل الرئيسي لـ «عصبة الأنصار الإسلامية»، وحاجز الجيش اللبناني بالقرب من «مستشفى صيدا الحكومي»..

هذه الدشم كانت شاهدةً على الكثير من المعارك والاشتباكات سواءً تلك التي وقعت بين حركة «فتح» و«منظمة التحرير الفلسطينية» من جهة، مع الجيش اللبناني، أو «القوى الإسلامية» بكل تسمياتها، ما بقي منها وما تلاشى وذاب..

جاءت هذه المبادرة بدعوة من «اللقاء الشبابي الفلسطيني» وتجاوب القوى الفلسطينية، لتؤكد أن المرحلة المقبلة هي مرحلة انسجام ووئام داخل المخيم، وانعكاس ذلك على الجوار، بما يريح الأجواء ويطمئن أن الوجود الفلسطيني هو عنصر اطمئنان وليس توتيراً، وأن الفلسطيني لن يكون طرفاً مع أي فريق لبناني ضد آخر، بل سيكون منحازاً للعمل على جمع الكلمة ووأد الفتنة في مهدها، وهو ما أجمعت عليه مختلف القيادات الفلسطينية على الساحة اللبنانية وخارجها بأن الفلسطيني لن يكون عنصر توتير، بل سيكون منحازاً إلى وحدة واستقرار لبنان..

والتأكيد أن الفلسطيني سيواجه أي عدوان إسرائيلي على لبنان، لأن ما يصيب لبنان سيتضرر منه الفلسطيني كما لبنان خصوصاً أن اللاجئ الفلسطيني يثمّن ما قدّمه لبنان دولة وشعب من احتضان للقضية الفلسطينية منذ العام 1948 وما قبلها وخلال مسيرة الثورة الفلسطينية فإمتزج الدم اللبناني- الفلسطيني معاً في مواجهة الأطماع والاعتداءات والمجازر الإسرائيلية..

الفلسطينيون الضيوف في لبنان، وضعوا بدل الدشم والبراميل والعوائق التي كانت موجودة عند المدخل الشمالي للمخيم وروداً، وبمشاركة مختلف أطياف النسيج الفلسطيني في المخيم من فصائل «منظمة التحرير الفلسطينية»، «تحالف القوى الفلسطينية»، «القوى الإسلامية» و«اللجان الشعبية» والهيئات والجمعيات الناشطة في المجال الفلسطيني، تقدمهم: قائد «قوات الأمن الوطني الفلسطيني» اللواء صبحي أبو عرب، والمسؤولين الرئيسيين في «عصبة الأنصار الإسلامية» الشيخ أبو عبيدة، الشيخ أبو طارق السعدي والشيخ «أبو شريف» عقل، فضلاً عن عدد بارز من المسؤولين الفلسطينيين، وتشابكت الأيدي بين فصائل «منظمة التحرير» و«تحالف القوى» و«القوى الإسلامية» التي رفعت معولاً وهدمت الدشم، ووزعت ورداً تأكيداً على المستوى الراقي والمتقدم بين هذه القوى، والتي تريح الأجواء، وتطمئن أهالي المخيم كما الجوار والساحة اللبنانية.

تأتي هذه الخطوة في توقيتها، استكمالاً لخطوات أخرى تركت الطمأنينة في النفوس منذ أن تم توحيد مختلف المسميات العسكرية والأمنية داخل حركة «فتح» و«منظمة التحرير الفلسطينية» ودمجها في بوتقة واحدة ضمن «قوات الأمن الوطني الفلسطيني»، التي أوكلت مسؤوليتها إلى اللواء أبو عرب، وإعادة دمج مختلف الوحدات والمسميات ضمن هذا الجهاز، وذلك بناءً لقرار الرئيس الفلسطيني محمود عباس، في ضوء التوصية التي رفعها عضو اللجنة المركزية لحركة «فتح» المشرف على الساحة اللبنانية عزام الأحمد، والتي بوشر بتنفيذها منتصف شهر أيار الماضي. وتوّجت الأسبوع الماضي بعقد مصالحة بين الضابطين في حركة «فتح» العميدين منير المقدح ومحمود عيسى «اللينو».

كما أن مثل هذه الخطوة تُساهم في العمل المشترك للقضاء على الآفات الاجتماعية، وفي مقدمها المخدرات والحبوب المخدرة التي تنتشر مثل النار في الهشيم، في ظل وجود شبكات ومجموعات مشبوهة تتلطى بأسماء ومسميات متعددة، وتهدف إلى ضرب الشباب الفلسطيني، وتفكيك الأسرة الفلسطينية، التي تُعاني من الضائقة الاقتصادية والمعيشية، التي تضاف إلى مشكلة حرمان الفلسطيني من العمل في العديد من المهن مثل: المهن الحرة ومنعه من تملك شقة.

وقد سبق هذه الخطوة قيام أبناء المخيم بتقديم الورود إلى ضباط وجنود الجيش اللبناني خلال شهر آذار الماضي، يوم كان البعض يبشر بنهر باردٍ جديد سيكون في المخيم، فرد عليه أبناء المخيم بتقديم الورود إلى عناصر الجيش اللبناني، عربون محبة ووفاءٍ إلى الجيش الوطني، وتأكيداً على التعاون المشترك، وهو ما تكرر يوم الجمعة الماضي. يُلاحظ أن «عصبة الأنصار الإسلامية» وهي القوة الرئيسية بين «القوى الإسلامية» في المخيم، تثبت مرةً جديدةً حرصها على الأمن والاستقرار داخل المخيم وعلى الحدود، ومنع من يحاول تعكير الأجواء خصوصاً مع الجيش اللبناني، وكان قد سبق هذه الخطوة أيضاً انتشار الجيش اللبناني في تعمير عين الحلوة بتاريخ 25 كانون الثاني 2007، والحؤول دون تعرّض مجموعات ما يُسمى بـ «جند الشام» إلى الجيش اللبناني. وقد تركت الخطوة الفلسطينية الجديدة، ارتياحاً في الأوساط اللبنانية الرسمية والسياسية والحزبية والقضائية والأمنية والعسكرية لما تشكله من عامل اطمئنان.

عودة مطلوبين

وكان مخيم عين الحلوة قد شهد بتاريخ 15-16 أيار الماضي خروج 18 شخصاً (بينهم 7 من أبرز المطلوبين في المخيم، بأحكامٍ قضائيةٍ أو مذكراتٍ توقيفٍ أو لديها ملفاتٌ أمنيةٌ بالقيام بأعمالٍ أمنيةٍ)، وتبين أن وجهتهم كانت سوريا، للجهاد مع الثوار ضد النظام السوري.

والمطلوبون السبعة، من مسؤولي «فتح – الإسلام» و«كتائب عبد الله عزام» التابعة لتنظيم «القاعدة»، وهم:

- توفيق محمد طه (مواليد 1962).

- أسامة أمين شهابي (مواليد 1972).

- زياد محمد أبو النعاج (مواليد 1975).

- محمد أحمد الدوخي «خردق» (مواليد 1975).

- محمد محمود مصطفى «الشعبي» (مواليد 1973).

- هيثم محمود مصطفى «الشعبي» (مواليد 1978).

- محمد إبراهيم منصور «أبو حمزة».

وتأكدت الجهات الأمنية اللبنانية من مغادرة هؤلاء الأشخاص، من خلال عدم مشاهدتهم في المخيم، ومطابقة روايات أقارب لهم وجيران بشأن ذلك، وعلى الرغم من الإجراءات الأمنية التي تتخذها وحدات الجيش اللبناني في محيط المخيم، إلا أن هؤلاء تمكنوا من مغادرته، ولكن لم تعرف وسيلة وطريقة المغادرة، بشكل إفرادي أو جماعي، ولكن عدداً منهم أجرى اتصالات بأهله وطمأنهم أنه أصبح بمأمن، وتبين أن مصدر الاتصالات الهاتفية سوريا.

وكان أحد قادة «فتح – الإسلام» والمطلوب رقم واحد للاستخبارات اللبنانية والسورية عبد الغني جوهر (مواليد 1983) قد قتل في سوريا خلال شهر نيسان الماضي، ونعته عائلته بأنه قتل في مدينة القصير السورية، وبرفقته مجموعة مؤلفة من 30 عنصراً، وأن ذلك وقع بتاريخ 20 نيسان 2012.

وقبل عدة أيام عدة عاد اثنان من المغادرين، هما: محمد منصور وهيثم مصطفى «الشعبي»، (وهو شقيق زوجة أحد أبرز قادة «فتح - الإسلام» شهاب خضر قدور «أبو هريرة» (مواليد 1971)، الذي قُتل بتاريخ 1 آب 2007 في شارع المئتين في طرابلس).

وقد عادا إلى المخيم سالمين «غانمين»، حيث قد تركت طريقة خروج هذا العدد من المطلوبين تساؤلات جمّة، خصوصاً أن المعلومات المتوافرة تتحدث عن خروجهم بطريقة لائقة، وإذا كان البعض يتساءل كيف خرجوا من المخيم المحاط بحواجز وانتشارٌ أمني للجيش اللبناني وحواجز على مداخله، فإن هناك من يطرح تساؤلات أيضاً حول: كيف تمكنوا من مغادرة الأراضي اللبنانية إلى سوريا، بل أكثر من ذلك كيف استطاع اثنان من هؤلاء المطلوبين إلى العودة إلى لبنان والدخول إلى مخيم عين الحلوة بطريقة أوصلتهم إلى منازلهم وإلى مناصريهم؟

ولكن تحذر مصادر أمنية مسؤولة ومعينة من أي محاولة، من أي كان، من توتير الأوضاع الأمنية في المخيم، أو استخدامه كمنطلق لعمليات أمنية أو توترية ضد الجيش اللبناني أو المؤسسات الأمنية أو الرسمية أو قوات «اليونيفل» العاملة في جنوب لبنان، أو إدخال المخيم في ملفات وقضايا هو بغنى عنها، في ظل تأكيد القيادات والمسؤولين والفاعليات أن المخيم لن يكون أداة توتير.

«اللـواء» وقفت على آراء القيادات الفلسطينية حول نظرتها إلى خطوة إزالة الدشم؟

أبو عرب

{ قائد «قوات الأمن الوطني الفلسطيني» في لبنان اللـواء صبحي أبو عرب، شدد على «أن خطوة إزالة الدشم، هو تأكيد على الحرص الفلسطيني بمختلف الاتجاهات، على تكريس الأمن والاستقرار في المخيم».

وقال: لا متاريس، ولا دشم، ولا براميل، بعد اليوم، نحن أخوة في القوى الفلسطينية الوطنية والإسلامية، وطوينا صفحة الخلافات وسنفتح صفحة جديدة من الحوار والتعاون الداخلي، ونؤكد أن مخيماتنا لن تكون إلا عامل أمن واستقرار للجوار اللبناني على اعتبار أن الأمن جزء لا يتجزأ. وأكد «أن الفلسطيني، ستبقى بوصلته فلسطين، ويؤكد على حق العودة ورفض التوطين، ونحن ضيوف في لبنان، ولن ننسى للشعب اللبناني الجميل أبداً»، مشدداً على «أن عين الحلوة سيكون عنواناً للأمن والاستقرار وحسن الجوار».

وأشار اللـواء أبو عرب إلى «أن هذه الخطوات تأتي بتوجيهات من القيادة الفلسطينية وعلى رأسها الرئيس محمود عباس «أبو مازن» والمشرف على الساحة الفلسطينية عزام الأحمد، الذي أعطى توجيهات واضحة للتلاقي والتعاون الداخلي ومع الجوار اللبناني»، آملاً «أن تصل العلاقات الرسمية إلى مستوى بحث كافة القضايا بين الطرفين، وصولاً إلى إقرار الحقوق المدنية والاجتماعية للشعب الفلسطيني في لبنان».

أبو شريف عقل

{ الناطق الرسمي بإسم «عصبة الأنصار الإسلامية» الشيخ أبو شريف عقل، اعتبر «أن الخطوة الحكيمة التي تمثلت في إزالة الدشم في المنطقة الفاصلة بين حي البركسات وحي الطوارئ في مخيم عين الحلوة، جاءت نتيجة سلسلة من الخطوات واللقاءات بين «القوى الإسلامية» وفصائل «منظمة التحرير الفلسطينية»، أدت إلى إزالة كل الترسبات التي سببتها الإشكالات التي حصلت في المخيم، ولأن النوايا صادقة من جميع الأطراف، جاءت هذه الخطوة تتويجاً لحسن النوايا وحسن الأداء على الأرض».

وأوضح إننا أردنا من خلال هذه الخطوة، إرسال رسائل في أكثر من اتجاه:

1- إلى أهلنا في المخيم: لنطمئنهم على أمنهم وأمانهم ولقمة عيشهم.

2- إلى الجوار اللبناني: لنقول لهم إن أمنكم هو أمننا، ولن يأتيكم منا ما يسوؤكم، ونتمنى آن نصل معكم إلى وقت نزيل فيه حواجز الجيش الموجودة على مداخل كافة المخيمات، وذلك من خلال أداء يقنع الجهات اللبنانية المختصة، إننا حريصون جداً على حسن الجوار، ونحفظ للشعب اللبناني احتضانه القضية الفلسطينية وتضحياته من أجل فلسطين وشعب فلسطين.

3- وإلى كل شعوب العالم العربي والإسلامي: نتمنى لهم الأمن والأمان والاستقرار والازدهار، ولن نتدخل سلباً في ما يحصل، خاصة في سوريا، مع استنكارنا الشديد للمجازر والقتل الذي يطال النساء والأطفال،  فعندنا أم القضايا، وهموم تنوء الجبال بحملها (فلسطين المحتلة، القدس الشريف، الأسرى وأهلنا المحاصرين)، فلتتحد كل الجهود لمواجهة العدو الصهيوني.

وختم الشيخ أبو شريف: إزالة الدشم، سيتبعها أعمال تُعزز تحصين مجتمعنا من أي اختراق، إن كان على الصعيد الأمني أو الاجتماعي.

العينا

{ مسؤول العلاقات السياسية لـ «حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين» – لبنان شكيب العينا قال: إن الصورة الإيجابية التي تجلت مؤخراً في مخيم عين الحلوة وتمثلت بإزالة الدشم والمتاريس ما بين منطقتي البركسات والطوارئ، أكدت بشكل واضح أن صفحة الخلافات والاحتكام إلى السلاح قد طويت بين الإخوة في «القوى الإسلامية» وحركة «فتح»، وإن لغة الحوار والانفتاح والتعاون لما فيه مصلحة شعبنا ومخيماتنا والجوار، ستكون عنوان المرحلة المقبلة بإذن الله.

وأضاف: لقد جاءت هذه الخطوة، في الوقت الذي تشهد فيه ساحتنا العربية والإسلامية مزيداً من الاضطراب والانقسام والاحتقان والتشنج، وإقامة المتاريس، ومن أجواء التحريض الطائفي والمذهبي البغيض، الذي تقوم بتغذيته الدوائر الغربية الاستعمارية الأميركية والصهيونية وأدواتهم في المنطقة، من أجل إشعال هذه الساحات وإغراقها بأزماتها الداخلية، بعيداً عن القضية المركزية فلسطين حتّى يسهل تمرير مشاريع التقسيم والتفتيت للمنطقة، والهيمنة عليها وعلى ثرواتها، وتصفية القضية الفلسطينية، وقضية حق العودة لصالح العدو الصهيوني ومشاريعه التهويدية والاستيطانية التوسعيّة.

واعتبر العينا «أن هذه الخطوة بمثابة رسالة واضحة بالغة الأهمية في توقيتها ودلالاتها إلى كل من يعنيه الأمر، بأن مرحلة جديدة من السلم الأهلي الفلسطيني، وتثبيت دعائم الأمن والاستقرار في المخيمات والجوار قد بدأت، والمطلوب حمايتها وتحصينها وتدعيمها لبنانياً وفلسطينياً بخطوات أخرى على مستوى كل أحياء مخيم عين الحلوة، وباقي المخيمات الأخرى، لنزيل كل رواسب الماضي من النفوس قبل النصوص، وتكسير كل الحواجز النفسية فيما بيننا، لنعيد اللحمة الحقيقية بين أبناء الشعبين اللبناني والفلسطيني، وإلى أبناء المخيمات التوّاقين للوحدة والعودة إلى أرض الوطن، ولإظهار الصورة الحقيقية للمخيمات على أنها قلاع وثيقة وطنية بامتياز، تحمل همّ وطن وقضية عادلة، بخلاف ما يصوره البعض المأجور على أنها بؤر أمنية لتسهيل مرور مؤامرات التوطين والتهجير والوطن البديل».

ورأى أنه «من أجل حماية هذا الإنجاز وتحصينه والحفاظ عليه ينبغي فلسطينياً، الإسراع في تشكيل الإطار الفلسطيني الموحد والجامع في لبنان، لكي يقوم بواجبه في السهر على أمن المخيمات وحمايتها، والدفاع عنها، وتحصينها، وعدم السماح بزجها أو توظيفها في التجاذبات الداخلية اللبنانية والعربية».

وشدد المسؤول في «الجهاد الإسلامي» «في المقابل على الجانب اللبناني الرسمي الإسراع في إقرار الحقوق السياسية والإنسانية والاجتماعية والمدنية لشعبنا الفلسطيني في لبنان، حتّى لا يبقى يعيش في ظل الغبن والحرمان من أبسط حقوقه الإنسانية في العيش الكريم، إلى حين إنجاز مشروع التحرير والعودة المظفرة بإذن الله وبالتأكيد هذه الحقوق لا تتعارض مع رفضنا للتوطين والتهجير وتمسّكنا بحق العودة، بل على العكس من ذلك تُساهم في دعم صمود شعبنا لتحقيق أهدافه بالعودة، ونأمل من طاولة الحوار التي دعا إليها الرئيس اللبناني العماد ميشال سليمان، أن تتكلّل بالنجاح، وأن تخرج الأطراف اللبنانية متوافقة فيما بينها لإنهاء الأزمة التي تعصف بلبنان وشعبه وأرضه ومؤسساته، وأن تلامس ملف الوجود الفلسطيني بشكل إيجابي وبنّاء، ببعده السياسي الوطني والإنساني، وليس الأمني فقط، وأن نؤسس لحوار لبناني - فلسطيني أخوي جدّي ومسؤول، لمعالجة كل القضايا العالقة «رزمة واحدة»، على قاعدة الحقوق والواجبات، وتأمين العيش الكريم لشعبنا بعيداً عن التوظيف والتسييس والتمييع والهروب من الحقائق التاريخية التّي لا تخدم سوى أعداء الشعبين الشقيقين».

واعتبر العينا «أن هذه الخطوة يجب أن تكون حافزاً لدى القيادة الفلسطينية لتكريس أجواء الوحدة والمصالحة، والإسراع في إنجازها بعيداً عن لغة الانقسام والخلاف البغيض، والذي فيه مصلحة إسرائيلية بامتياز، لذلك آن الأوان لمصالحة فلسطينية حقيقية تنبع من إرادة فلسطينية، وانطلاقاً من الأرض الفلسطينية بعيداً عن كل الأجندات الخارجية، التّي لا تخدم مصالح شعبنا وقضيتنا وتؤسس لإستراتيجية فلسطينية موحدة في إطار مرجعية فلسطينية واحدة، تستند إلى رؤية ومشروع وطني جامع على قاعدة التمسك بالثوابت والاستمرار بالمقاومة، بأشكالها كافة، في تحقيق كامل الأهداف المشروعة لشعبنا في النصر والتحرير والعودة إلى فلسطين كل فلسطين».

برهان الدين ياسين

{ عضو «اللقاء الشبابي الفلسطيني» برهان الدين ياسين، اعتبر أن «هذه الخطوة جاءت لتعزيز الجو الإيجابي السائد في المخيم وتعزيز دور الشباب في الحفاظ على السلم الأهلي، فالشباب هم وقود الحروب، ومن كانوا يطلقون النار، وهم من كان يسقطون ضحايا، ولكن اليوم هم من يهدمون الدشم العسكرية، ويجمعون قيادات المخيم على كلمة واحدة، ورمزية النشاط بإطلاق حمام أبيض، وأن تكون الضربة الأولى من اللواء أبو عرب والشيخ «أبو عبيدة» كانت تهدف إلى تثبيت أن صفحة الماضي قد طويت إلى الأبد، وها نحن نزيل آخر إشكالها بأيدينا».

وأوضح أن «السبب يعود إلى المناخ الإيجابي في الوسط الفلسطيني المتمثل بالمصالحة الفتحاوية - الفتحاوية بين العميد «اللينو» والعميد منير المقدح، ومصالحة «فتح» و«حماس» وأثرهما على المخيم، وإبعاد أي أثار لما يحدث من إشكالات في شمال لبنان».

وحدد ياسين أهداف هذا النشاط بتوجيه رسائل، تمحورت حول:

- أولاً: إلى أهالي المخيم: أن أمن المخيم فوق الجميع ولا يسمح لأحد المساس به، وشباب المخيم اليوم هم ضمانة للسلم الأهلي.

- ثانياً: إلى القيادات والمرجعيات السياسية الفلسطينية: أن شباب اليوم يمدون لكم أيديهم، فلتحافظوا من خلالهم على هذا المخيم.

- ثالثاً: إلى المجتمع اللبناني: أن الفلسطيني إنسان متعلم ومثقف وحضاري ولا يهوى العنف فلتغيّروا نظرتكم نحوه.

- رابعاً: إلى الجهات الرسمية اللبنانية: إننا كفلسطينيين قمنا بمبادرة وقدمنا الورود البيضاء إلى عناصر الجيش اللبناني، عربون حسن نية منا، ولكننا لا زلنا ننتظر مبادرة حسن نية من جانبكم.



 
جديد الموقع: