"نجوع لأجل غزة": حملة تضامنية تقتبس إضراب الأسرى لإنقاذ القطاع المحاصر
بيروت – لاجئ نت || الخميس، 17 نيسان، 2025
في ظل يوم الأسير الفلسطيني الذي يحل هذا العام مثقلاً بظروف استثنائية وقاسية على الشعب الفلسطيني، أطلقت فعاليات ومؤسسات ناشطة مبادرة تضامنية فريدة ومؤثرة تحت شعار "نجوع لأجل غزة". الحملة التي انطلقت اليوم الخميس الموافق 17 نيسان 2025، تستلهم قوة الإضراب عن الطعام الذي يتبعه الأسرى الفلسطينيون داخل سجون الاحتلال كأداة نضالية، لتوظيف هذا الفعل الرمزي في التعبير عن التضامن العميق مع أهالي قطاع غزة الذين يرزحون تحت وطأة الحصار والتجويع وحرب الإبادة المستمرة.
تأتي هذه الخطوة في سياق بالغ الدقة والتعقيد، حيث يواجه الأسرى الفلسطينيون داخل سجون الاحتلال تصعيداً ملحوظاً في الانتهاكات وظروفاً معيشية تزداد قسوة، بينما يعاني قطاع غزة من أزمة إنسانية غير مسبوقة جراء الحصار المديد والعدوان الإسرائيلي الذي أدى إلى نقص حاد في الغذاء والدواء والمستلزمات الأساسية للحياة.
رمزية الإضراب: من زنازين العزل إلى حصار القطاع
تستمد حملة "نجوع لأجل غزة" قوتها الدافعة من رمزية الإضراب عن الطعام، الذي يمثل أسمى معاني التضحية بالنفس في سبيل تحقيق مطالب عادلة. لطالما كان هذا الفعل النضالي سلاحاً مؤثراً في يد الأسرى الفلسطينيين لمواجهة قمع السجان وانتزاع حقوقهم. واليوم، تتسع دلالة هذا الفعل ليشمل معاناة قطاع بأكمله يتهدده شبح المجاعة نتيجة لسياسات الاحتلال.
وفي تصريح خاص لشبكة "لاجئ نت"، أوضح أحد الناشطين المشاركين في الحملة قائلاً: "لقد أردنا أن نستشعر ولو جزءاً يسيراً من الألم والجوع الذي يكابده إخواننا في غزة. إن الإضراب عن الطعام هو رسالة قوية نوجهها للعالم مفادها أننا لن نلتزم الصمت تجاه هذا الظلم، وأننا نقف صفاً واحداً مع أسرانا الأبطال وأهلنا الصامدين في غزة".
أهداف الحملة: صوت واحد لإنهاء المعاناة
تتعدد الغايات التي تسعى حملة "نجوع لأجل غزة" إلى تحقيقها، إلا أنها تتلاقى في هدف جوهري واحد وهو إنهاء معاناة الشعب الفلسطيني.
وفي هذا السياق، أكد الناشط في الحملة وعضو الأمانة العامة للمؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج، سامي حمود، في حديثه لشبكة "لاجئ نت" أن الحملة تهدف بشكل أساسي إلى كسر حاجز الصمت الدولي واختراق حالة التجاهل لما يجري في غزة، وإلزام المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته والضغط على إسرائيل لرفع الحصار ووقف عدوانها المستمر.
وأضاف حمود أن الحملة تسعى أيضاً إلى إعادة إحياء مركزية القضية الفلسطينية وتسليط الضوء عليها في ظل التطورات الإقليمية والدولية المتلاحقة، مع التأكيد بشكل خاص على معاناة الأسرى وأهالي قطاع غزة.
وشدد حمود على أن مبادرة "نجوع لأجل غزة" لا تقتصر على الإضراب الرمزي عن الطعام، بل تتعداه لتعزيز التضامن العملي من خلال الحث على التبرع المادي لدعم جهود الإغاثة الإنسانية في غزة، وذلك عبر دعم المؤسسات الخيرية والإغاثية العاملة في القطاع.
وأكد حمود على أهمية توحيد جهود الناشطين والمؤسسات الفلسطينية والدولية في إطار عمل مشترك يهدف إلى تحقيق نتائج ملموسة على صعيد دعم الأسرى وإغاثة قطاع غزة.
استجابة أولية ودعوات لتوسيع المشاركة
شهدت الساعات الأولى لانطلاق حملة "نجوع لأجل غزة" تفاعلاً ملحوظاً عبر مختلف منصات التواصل الاجتماعي، حيث أعرب العديد من الناشطين والمتضامنين عن عزمهم المشاركة في الإضراب عن الطعام ونشر الوعي بأهداف الحملة. كما بدأت الدعوات للتبرع تنتشر على نطاق واسع.
ودعا القائمون على الحملة كافة مكونات المجتمع المدني والمنظمات الحقوقية والإنسانية إلى الانخراط الفاعل في هذه المبادرة التضامنية، مؤكدين على أن التكاتف والعمل المشترك هو السبيل الأمثل لإحداث تأثير حقيقي في حياة الأسرى وأهالي غزة.
في يوم الأسير الفلسطيني هذا العام، تتجاوز حملة "نجوع لأجل غزة" حدود التعبير الرمزي عن التضامن لتتحول إلى فعل ملموس يربط بشكل مباشر بين معاناة الأسرى في سجون الاحتلال ومعاناة شعب بأكمله يواجه خطر الفناء في قطاع غزة. إنها صرخة إنسانية مدوية تستلهم قوة إرادة الأسرى لتكون صوتاً موحداً ينادي بإنقاذ غزة ورفع الظلم عن الشعب الفلسطيني.