منظمة ثابت لحق العودة
 
الصفحة الرئيسية من نحن إتصل بنا
حراك ثابت
أخبار ثابت
بيانات ثابت
حراك إعلامي
إصدارات ثابت
محطات على طريق العودة
تقارير ثابت الإلكترونية
إبداع لاجئ
أرشيف ثابت
صدى اللاجئين
حملة انتماء
حملة العودة حقي وقراري
مبادرة مشروعي
مقالات العودة
تقارير وأبحاث
انضم لقائمة المراسلات
 
 
صفحتنا على الفايسبوك
عضوية منظمة ثابت في إتحاد المنظمات الأهلية في العالم الإسلامي
 

فلسطينيو الشتات و"اتفاق الدوحة"


الجمعة، 24 شباط، 2012

يقول المثل "أن يأتي متأخراً خير من ألا يأتي أبداً”. ويقول الفصيل الفلسطيني "أن يأتي منقوصاً خير من ألا يأتي أبداً”. يبدو أن هذا المبدأ الأقرب لوصف "اتفاق الدوحة”، الذي وقعه الرئيس الفلسطيني محمود عباس وزعيم حركة حماس خالد مشعل، بعد أن أتما عامهما السادس على وضع لا يختلف فيه اثنان على وصفه بالنقطة السوداء في ملف النضال الفلسطيني.

وبغض النظر عن أسئلة من هو المتسبب في الانقسام ومن المتسبب في إطالة عمره التي قد تختلف الإجابة عنها من فلسطيني إلى آخر، يتفق الجميع على أن المصالحة هي مطلب وطني وأنه لا خيار في الارتقاء بمسيرة الكفاح وتحقيق المطالب الشرعية

للشعب في الداخل والشتات إلا من خلال توحيد الجهود وتضافرها لتعزيز مشروع التحرر. إذ إنه من مسلمات النتائج أن الانقسام يضر بالشعب ولا يفيد سوى "إسرائيل”، هذه الأخيرة التي أجادت توظيف الانقسام لمصلحتها، حيث استطاع اللوبي "الصهيوني” توجيه الرأي العالمي حول الصراع الفلسطيني الفلسطيني، دافعة الناس بذلك إلى الانشغال بقتال الإخوة ونسيان العدو الحقيقي، فإذا ما انتقد أحدهم تعنت الاحتلال في التنازل وعدم منح الشعب أي حق من حقوقه المشروعة، عزا الكيان ذلك إلى عدم وجود طرف فلسطيني يمثل الشعب وبالتالي لا شرعية للحقوق، فإذا ما التقى ممثلو الشعب الفلسطيني وقرروا التصالح، وجدت "إسرائيل” حجة أخرى وهي عدم شرعية التصالح وقيام حكومة وطنية تشارك فيها حماس، بدعوى أنها حركة إرهابية. وهكذا دواليك.

قيادات العمل الفلسطيني في أوروبا تعتبر أن الانقسام ألحق العار بمسيرة النضال

أمام سياسات دولة الاحتلال هذه، وعزفها على وتر الانقسام، أصبح لدى الفلسطيني قناعة أن مشروع التحرر ينتحر ببطء تحت وطأة الانقسام، الأمر الذي ساعد الفصيلين على توقيع الاتفاق، وإن قرأ فيه المراقبون تنازلاً من هذا الفصيل، أو ذاك أو حتى تنازلاً من كليهما، وهو تحليل قد يكون على درجة عالية من الصحة، يعزيه التأخر في التوقيع طوال السنوات الماضية، مع الأخذ في الاعتبار التغيرات التي طرأت على الساحة السياسية العربية وما تشهده المنطقة من رياح تغيير تعصف بأنظمة وقفت إلى جانب هذا الفصيل وأنظمة طالما ساندت الفصيل الآخر وساعدت على زيادة هوة الانقسام.

فكيف قرأ فلسطينيو الشتات هذا الاتفاق، وما الذي يطلبونه من القيادات الفلسطينية، وما رؤيتهم لتعزيز المصالحة وتفعيلها على الأرض، وكيف كانت تجربة الانقسام على مستوى العمل الفلسطيني في الشتات؟

أسئلة طرحتها "الخليج” على رؤساء الجاليات الفلسطينية وحقوقيين ونشطاء القضية في أوروبا، فكان الاستطلاع الآتي:

فشل المفاوضات

يؤكد د. وجيه سلامة رئيس الجالية الفلسطينية في مدينة روما وإقليم لاتسيو، عضو اللجنة التحضيرية لاتحاد الجاليات الفلسطينية في أوروبا، "أن الجالية عارضت الانقسام منذ بدايته وطالبت بالوحدة الوطنية ولم شمل الضفة والقطاع بما يحقق المصلحة العامة ويدفع بمشوار التحرر إلى الأمام”. مؤكداً "وهو الأمر الذي لن يتحقق إلا في ظل المصالحة، لهذا رفع الشعب الفلسطيني منذ مارس/ آذار العام الماضي شعارات تطالب بإنهاء الانقسام، بالتوازي مع تحرك فلسطينيي الشتات الذين طالبوا عبر البعثات الفلسطينية قيادات فلسطينيي الداخل بإنهاء الانقسام والتوقف عن المفاوضات في ظل غطرسة العدو ورفضه المشاركة في إحلال السلام في المنطقة، وهو أمر واضح للجميع، وأنا شخصياً ضد المفاوضات وضد التنسيق الأمني وغيرها من الملفات التي أظهرت بوضوح عدم جدواها في ظل تعنت الكيان وسياساته المجحفة بحق شعبنا وأرضنا”. موضحاً "الكيان غير مستعد لأن يتنازل لنا عن شبر من أراضينا المحتلة، وبالتالي نحن نفتقد إلى شريك في السلام، ولا سبيل أمام مستقبل النضال الفلسطيني إلا عبر تشكيل حكومة موحدة لحماية المصلحة العليا وضمان كافة الثوابت، وعلى رأسها حق العودة”.

وعن خصوصية اتفاق الدوحة وما يميزه عما سبقه من لقاءات، يقول "اتفاق الدوحة جاء في ظل التغيرات السياسية التي تحدث في المنطقة، فبجانب الربيع العربي الذي بدأ يغير المعطيات السياسية على أرض الواقع، هناك حالة من التأهب والحشد العسكري غير مسبوقة بين الدول الكبرى التي تتعارض مصالحها في ما بينها، الأمر الذي دفع الفصيلين إلى قراءة متأنية للوضع مستخلصين منها ضرورة إنهاء الانقسام والالتفات إلى الداخل في ظل مستقبل غامض للقوى المتجاذبة والمتمثلة في سوريا وحلفائها من جانب والولايات المتحدة وحلفائها من جانب آخر”.

ويسترسل رئيس الجالية الفلسطينية في روما ولاتسيو موضحاً "كل يوم يمر على القضية الفلسطينية في ظل الانقسام يقودها إلى خسارة مكتسب وطني، سواء كان في الضفة أو القطاع، فالاستيطان في توسع ومساحة البيوت والأراضي المصادرة من قبل دولة الاحتلال زادت وعدد المستوطنين في ارتفاع، أما في غزة فالحصار قائم، والحرب أودت بحياة آلاف الغزيين والتهمت البنية التحتية والاقتصاد، وأصبحنا نعيش تحت رحمة الغرب ومعوناته والمساعدات الأمريكية وغيرها”.

الولاء للشعب لا للفصيل

ويلفت سلامة الانتباه إلى أن المصالحة الفلسطينية لا تعود بالفائدة على مستوى الداخل الفلسطيني فقط، بل تتعداه لتشمل المستوى العالمي قائلاً "عملياً عندما تكون لدينا وحدة على الأرض، فإننا نكون أكثر قبولا لدى شعبنا في الداخل، وأقوى في طرحنا السياسي أمام المجتمع الدولي، وأحكم سيطرة في محاصرة نفوذ عدونا في الخارج”.

وبخصوص الأصوات التي قللت من جدية الاتفاق أو تلك التي اعتبرت بنوده غير قانونية يعلق "هناك تيارات داخل الفصيلين ترفض الاتفاق، الكثيرون منهم يعتبرون المصالحة تهديداً لمصالحهم الشخصية، إذ إنهم استفادوا من الانقسام وعاشوا في بحبوحة من رغده، وبانتهاء الانقسام سوف تنتهي مصالحهم، ونحن كفلسطينيين يجب أن نحارب هذه التيارات المغردة خارج السرب”.

وعن الانتخابات المقبلة إذا ما تم تفعيل بنود المصالحة والتزم بها الطرفان يقول "في رأيي الشخصي يجب ان يفتح باب الترشيح للرئاسة لأي فلسطيني يرى في نفسه أهلاً لها، وعلى الطرفين أن يتركا الأمر للشعب من دون التأثير في مجريات الأمور، فالرئيس يجب أن يكون ولاؤه لكافة أطياف الشعب وليس لفصيل محدد، وهو ما يضمن وحدة الوطن وأهدافه، وعلينا في الفصائل أن نتقبل نتائج الانتخابات وإن كانت على حساب خسارة حزبية”.

إساءة للكفاح الفلسطيني

ويرى الحقوقي والناشط الفلسطيني ربيع ازد أحمد الذي يشغل منصب نائب رئيس بلدية أورهوس الدنماركية ورئيس "جمعية متعددة الثقافات”، أن "سرعة توقيع اتفاق الدوحة فاجأنا على الرغم من طول انتظار المصالحة، كنا نأمل أن يصل الربيع العربي إلى فلسطين منهياً الانقسام، لكننا فوجئنا بسرعة الوصول إلى اتفاق في الدوحة، وتحقيق حلم راود الفلسطينيين كثيراً في سنوات الانقسام، ونتمنى أن يتم تنفيذ بنوده ولا يبقى حبراً على ورق كسابقاته”.

ويشير أزاد أحمد إلى الأثر السلبي الذي تركه الانقسام في كافة الصعد "إن الانقسام لم يؤثر في الفصيلين فتح وحماس فقط، وإنما كانت له تبعات مؤسفة على الشعب الفلسطيني ككل، سواء في الداخل أو الشتات، بشكل مباشر وغير مباشر”، موضحاً "هبَّط الخلاف من معنويات المواطن الفلسطيني، وشتت أطراف القضية الأساسية المتمثل بالاحتلال، وانشغل الناس بقضايا فرعية عقيمة لا تصب في مصلحة مسيرة نضال هذا الشعب، فبدلاً من أن نهتم بمسائل مثل مواجهة التوسع الاستيطاني وحق العودة وجدار الفصل العنصري وغيره، أصبحنا نتبادل الاتهامات ونتوقف عند صغائر الأمور”.

ويعتقد الحقوقي ربيع أنه بالإضافة إلى الآثار السالفة الذكر على المستوى الشعبي فإن الانقسام أضر بمشروع التحرر على المستوى الدولي، إذ إنني ومنذ سنوات طويلة ألقي محاضرات حول ما يسمى النزاع العربي "الإسرائيلي”، وكان محور اهتمام الحضور يدور دائماً حول نظرتنا للصراع ومستقبل شعبنا، لكن للأسف ومنذ أن وقع الانقسام أصبح تركيز الأجانب على خلافات الصف الفلسطيني، واحتلت مسألة الانقسام الأهمية الأكبر في الرأي العام الأوروبي على حساب المسألة الأم وهي الأرض المحتلة محدثاً بذلك ضرراً بالقضية الفلسطينية”.

الفصائل مطالبة باحترام وقبول التعددية الحزبية

وبسؤاله عن مدى تقديره لإمكانية نجاح المصالحة رغم أن الفصيلين يتبنيان برنامجين مختلفين في التعامل مع دولة الاحتلال، يجيب "مطلوب من الفصيلين احترام التعددية الموجودة على الساحة واختلاف الرأي، والانتخابات هي التي ستعبر عن قرار الشعب الفلسطيني والمسار الذي يرد انتهاجه”. مضيفاً "في رأيي الشخصي لا جدوى من المفاوضات وقد أثبت الكيان المحتل عدم التزامه بالقرارات الدولية ولا رغبة لديه في التنازل أو منح الفلسطيني أيا من حقوقه، ولكن هذا رأيي فقط، والصحيح أن يسري على ما يسري على غيري من واجب احترام نتائج الانتخابات”.

وينهي النائب البلدي كلامه بالقول "أريد أن أؤكد ضرورة أن نستوفي العبرة من الانقسام، حيث كان درساً قاسياً لشعبنا الفلسطيني، ويجب ألا تنسى الفصائل حقيقة أن الخلاف تعدى البعد الوطني وأضر بالقضية، لهذا نأمل ألا يتكرر وأن نحترم الاختلاف في وجهات النظر، مع التركيز على حقيقة واحدة هي أن عدونا ليس فصيلاً وإنما دولة الاحتلال”.

تفعيل الاتفاق

المهندس محمد حنون، رئيس التجمع الفلسطيني في إيطاليا، يشدد من جهته على أهمية المصالحة الوطنية ولكنه يبدي تخوفاً من أن تنتهي حبيسة الأدراج، ويقول "لاشك في أن أي اتفاق فلسطيني فلسطيني يؤدي إلى مصالحة وطنية حقيقية على الأرض هو أمر مستحب ومطلوب، لكن أن يكون هناك اتفاق لا يتعدى كونه حبراً على ورق، فهو ما نأسف له”، مضيفاً "سبق أن وقّع الفصيلان اتفاقاً في اليمن وآخر في السعودية وثالثاً في مصر والآن في الدوحة، غير أنه لم يظهر أي بادرة أمل بعد اللقاءات التي عقدت في الماضي، وأتمنى ألا يكون حال اتفاق الدوحة حال سابقيه، ولا يزال لدينا تفاؤل رغم كل شيء”.

وعن أسباب رؤيته للاتفاق على هذا النحو، يقول "لو كانت هناك نوايا صادقة من الطرفين في إنجاح المصالحة لأسرع كل طرف إلى إظهار حسن نواياه قبل أن يجف الحبر الذي وقع به الاتفاق”. مضيفاً "أنا وغيري من الفلسطينيين لدينا أقارب في الضفة الغربية معتقلون، ولم يفرج عنهم رغم اتفاقات المصالحة السابقة ورغم قرارات الإفراج عنهم”.

وبسؤاله عن رأيه حول كيفية جني ثمار المصالحة وتفعيل بنودها، يجيب "تنجح المصالحة حين يشعر المواطن الفلسطيني بأثرها على أرض الواقع. وأعتقد أن الآثار هذه يجب أن تسبق المصالحة أو أن تلازمها في التوقيت في أسوأ الظروف، وأبرز ما يمكن أن يشعر الناس بنهاية الانقسام هو الإفراج عن المعتقلين والتحضير لإيجاد أرضية لمصالحة مجتمعية”. مضيفاً "أما أن يتم التوقيع وتمر أشهر عليه ولا يزل الاعتقال مستمراً والتشهير مستمراً فهذا يقودنا إلى التشاؤم”.

وعلى صعيد وجود أراء متباينة داخل الفصيل الواحد في ما يتعلق برؤية المصالحة، يقول "أعتقد أنه من الأدبيات السياسية أنه في حالة توقيع ممثل أو رئيس فصيل على اتفاق ما، فإن الأصل أن يعبّر الاتفاق عن رؤية الفصيل وليس الشخص الذي وّقع، لكن وللأسف على الساحة الفلسطينية نجد أنه بالتزامن مع توقيع الاتفاق تكون هناك أصوات من الفصائل تصرح بأنها ضد الاتفاق، والسليم أن يتبنى الفصيل بأكمله خياراً واحداً ويتفق عليه ويدعمه وهذا لم يحدث”. مضيفاً "أعزو ذلك إلى شهادة شخصية، تتلخص في وجود تيار داخل السلطة الفلسطينية يسعى إلى إفشال المصالحة ويستفيد من حالة الانقسام، ولهذا لا يريد للمصالحة أن تتم لأنها بذلك تنهي مصالحه، ونحن هنا نعوّل على الأطراف التي تدافع عن حقوق الشعب الفلسطيني وثوابته وتريد انهاء الانقسام من أجل المصلحة العليا، وتظهرنا شعباً واحداً وعلى قلب رجل واحد، فالخاسر الوحيد من الانقسام في نهاية المطاف هو الشعب الفلسطيني”.

ويعتقد حنون أن ما علله البعض من تغير موقف حماس وقبولها بما رفضته سابقاً يعود إلى ضغوط خارجية، فذلك لا صحة له "العكس هو الصحيح، فحماس ومع صعود التيارات الإسلامية أصبحت في موقع أكثر قوة، خاصة أن مناصريها في الدول التي شهدت الربيع العربي أصبحت الآن في سدة الحكم، ورأينا ذلك في جولة إسماعيل هنية الأخيرة، وكيف استقبلته شعوب وحكام تلك الدول”. مستدركاً "لكن ما حدث هو أن الطرفين وصلا إلى طريق مسدود، ما دفع بالفصيلين إلى إبداء مرونة أكبر والتنازل للفصيل الآخر من أجل المصلحة الفلسطينية إن صح التعبير”.

وقال "شخصياً مستاء من تولي محمود عباس رئاسة حكومة التوافق، لعدة أسباب أهمها سياسته التي انتهجها لسنوات طويلة ولم تسفر إلا عن مزيد من الاستيطان وزيادة تعنت الاحتلال ولم ينل الشعب مكسباً واحداً من وراء المفاوضات”.

دعوة إلى ترجل القيادات التاريخية

يتفق مع حنون مواطنه عمر فارس، رئيس "تحالف حق العودة في بولندا” ورئيس "جمعية الصداقة البولندية الفلسطينية”، فيؤكد أن الشعب الفلسطيني مع المصالحة ويرفض الانقسام، ولكن كثرة المصالحات على الورق من دون تنفيذ على الأرض حدّت من ثقة العشب الفلسطيني بها، مؤكداً أن "الانقسام وضع مرفوض من قبل الجماهير الفلسطينية وأصدقائها في العالم، وقد استمر فترة طويلة بسبب ممارسات السلطة الفلسطينية في التعامل مع القضية من جانب، وتدخل قوى دولية لرسم سياساتها على خريطة الكفاح الفلسطيني من جانب آخر”. مستطرداً "فقدت المصالحة الكثير من معناها بسبب كثرة عمليات توقيع اتفاقات المصالحة، فعندما وقع اتفاق القاهرة، خرجت الجماهير على كافة انتمائها في شوارع رام الله وغزة تأييداً، غير أن الأشهر اللاحقة لم تحمل أي جديد، الأمر الذي خيب توقعات الشعب وبدد طموحه في الوصول إلى اتفاق يوحد مسيرة النضال”.

وعبّر فارس عن آماله في أن تقود المصالحة إلى إعادة هيكلة العمل الوطني الفلسطيني من خلال تقليص المسافة بين ما تطرحه الحكومة وما يريده الشعب "آن الأوان لصعود وجوه جديدة تدير دفة القيادة، فالمشهد السياسي يعتريه ذات الأفراد منذ سبعينات القرن الماضي، وقد أكدت الأيام سقوط أوسلو وفشل المفاوضات، والشعب ثابت على مواقف محددة، واضحة وبسيطة الفهم، فهو يريد محاسبة الفاسدين وإيجاد سياسة فاعلة لتحرير الوطن مع وضع الحقوق الفلسطينية على رأس أي تحرك سياسي وأهم هذه الحقوق هو حق العودة”.

الدور الأمريكي

وعلى صعيد الجاليات الفلسطينية في أوروبا، يشير رئيس جمعية الصداقة البولندية الفلسطينية إلى أهمية التجمعات الفلسطينية في أوروبا إذا ما تضافرت جهود أبناء الوطن الواحد والتزمت المؤسسات السيادية ببرنامج وطني لا فصائلي، قائلاً "نستطيع أن نكون أبلغ تأثيراً في توجهات السياسات الخارجية للدول الموجود فيها الجاليات الفلسطينية، ولكن هذا يتطلب أن تكون البعثة الدبلوماسية أقرب إلى الجالية الفلسطينية وعلى مسافة واحدة من جميع أبناء الوطن من دون تمييز حزبي، ونحن ننتظر من المصالحة إعادة هيكلة العمل المؤسساتي الفلسطيني ومن ضمنها البعثات الدبلوماسية. وفي السياق ذاته، على الفلسطينيين في الشتات أن يعوا ضرورة استقلال العمل الفلسطيني عن الانتماء الحزبي، فهناك للأسف من لا يسمح بأي نشاط فلسطيني طالما لم يمر عبر قنوات العمل الفصائلي”.

ويعزو فارس ردة فعل الحكومة الأمريكية على المصالحة الأخيرة، التي اعتبرت تأييداً لاتفاق الدوحة إلى عدم وجود خيارات أخرى للحكومة الأمريكية في ظل الربيع العربي "ردة فعل نابعة من منطلق تكتيكي في التعامل مع المعطيات التي طرأت على الوطن العربي، فهناك ثورات قائمة تحاول معها الولايات المتحدة والدول العظمى تجنب أي تصرف قد يؤثر في مستوى نفوذها في المنطقة، وتضع في حساباتها الصعود السياسي للتيارات الإسلامية التي تقف خلف حماس وتدعم أيديولوجيتها”.

الانقسام خسارة للجميع

ويعرب مرزوق أبو زهو، نائب أمين سر حركة فتح في إيطاليا بدوره عن أهمية المصالحة ويتمنى أن تتوج بتفعيل بنودها على الأرض، ويقول "المصالحة أمل ما فتئنا ننشده، فعلى المستوى الشخصي وكذلك التنظيمي لطالما أحببنا أن تتحقق المصالحة ويلتحم شمل الوطن، فليس هناك أي خيار أمام الشعب في سبيل تقدمه إلا ويتواجه مع حقيقة وجوب إنهاء الانقسام، ولهذا آمل من الله العلي العظيم أن يتوج اتفاق الدوحة بصدق النوايا”. مضيفاً "فتح تحت قيادة الأخ أبو مازن لم تترك طريقاً على درب المصالحة إلا وسلكته، والآن وقد وقع الاتفاق وبدأت المشاورات بين الأطراف السياسية المختلفة، ننتظر أن تخرج حكومة الكفاءات المنوط بها تسيير شؤون البلاد إلى حين إعداد الانتخابات”.

وأشار أبو زهو إلى أن التاريخ لن يغفر خطيئة الانقسام، "على المستوى الشخصي أتمنى أن يفضي اتفاق الدوحة إلى نشر جو من التسامح بين كافة شرائح الشعب وتضميد جراحه، فالدم الفلسطيني الذي سفك بأيد فلسطينية بغض النظر عمن كان الجاني ومن الضحية فالجميع خرج خاسراً من هذا الانقسام، والتاريخ لن يغفر لنا هذا العار الذي ألحقناه بمسيرة النضال الوطني”.

وعن رؤيته لكيفية توحيد العمل السياسي الفلسطيني في ظل حكومة تختلف فيها سياسيات الفصيلين الرئيسين في التعامل مع دولة الاحتلال، يجيب "أتمنى أن نجد نقطة التقاء مشتركة، مبنية على مصلحة الشعب الفلسطيني العليا منه إلى قرارت حزبية وفصائلية خارج سياق الانسجام الوطني”. مضيفاً "في رأيي الشخصي المقاومة المسلحة صعب انتهاجها في الظروف الحالية، والأجدر هو خيار السلام وليس الاستسلام، لكن إذا فرض على فتح أي خيار آخر في المستقبل في ظل توافق وطني فلن تقف عقبة أمام القرار الشعبي، ولا ننسى تاريخ الحركة وأنها كانت سباقة إلى الكفاح المسلح”.

المصدر: أيمن أبوعبيد - الخليج

 

 
جديد الموقع: