منظمة ثابت لحق العودة
 
الصفحة الرئيسية من نحن إتصل بنا
حراك ثابت
أخبار ثابت
بيانات ثابت
حراك إعلامي
إصدارات ثابت
محطات على طريق العودة
تقارير ثابت الإلكترونية
إبداع لاجئ
أرشيف ثابت
صدى اللاجئين
حملة انتماء
حملة العودة حقي وقراري
مبادرة مشروعي
مقالات العودة
تقارير وأبحاث
انضم لقائمة المراسلات
 
 
صفحتنا على الفايسبوك
عضوية منظمة ثابت في إتحاد المنظمات الأهلية في العالم الإسلامي
 

فيلم لـ«الأونروا» و«المفوضية الأوروبية» حول فلسطينيي المخيمات

«واحد متلي» يروي عن حق اللاجئ بالعيش الكريم... ولو في لبنان!


 جهينة خالدية

عمر هو شاب فلسطيني يعيش في مخيم برج البراجنة. وهو واحد من أفراد جالية فلسطينية لجأت إلى لبنان منذ 63 سنة، إثر نكبة العام 1948 وبدء الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين.

كيف هي حياة عمر؟ ما هو شكل المخيم من الداخل؟ كيف تكون الحياة بين البيوت العشوائية والأزقة الضيقة؟ ثم، كيف بدأ الوجود الفلسطيني في لبنان، وكيف يمكن أن ينتهي؟ تلك هي الأسئلة التي يطرحها المخرج فيليب بجالي في فيلمه «واحد مثلي»، الذي أطلقته «وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى - أونروا»، بتمويل من مكتب «المفوضية الأوروبية للمساعدات الإنسانية والحماية المدنية»، وقد عُرض مساء الثلاثاء الماضي، للمرة الأولى، في «مسرح المدينة» في بيروت، بحضور ممثل وزير الاعلام نبيل مخلوف، والمدير العام لـ«الأونروا» في لبنان سلفاتوري لومباردو، ورئيس قسم العمليات في المفوضية في لبنان دييغو اسكالونا باتوريل، ومسؤول العلاقات العامة في سفارة فلسطين حسن شيشنية.

ويأتي الفيلم في إطار مشروع «الكرامة للجميع»، الذي يهدف إلى «تغيير نظرة المجتمع اللبناني إلى المجتمع الفلسطيني في لبنان والعكس بالعكس»، وهو يصور حياة الشباب الفلسطيني عموماً، وتطلعاتهم وتحدياتهم في المجتمع اللبناني، وعلاقتهم بمحيطهم ضمن بلد كلبنان، مضيئاً على استكشاف الشاب اللبناني علاء لمخيم برج البراجنة.

ينطلق الفيلم من سؤال أساسي يطرحه مواطنون ومواطنات لبنانيون: «ما رأيكم بالوجود الفلسطيني في لبنان؟». فتجيب احدى المواطنات سريعاً: «لا، ما بدنا اياه، خليه يرجع على وطنه». ويعاود مواطن ثانٍ التأكيد على رأيها، مضيفاً: «لبنان لم يعد يحتمل». ويتجلى الموقف المذكور أكثر، عندما تقدم ثلاث شابات جواباً واحداً: «الفلسطينيون في لبنان؟ لا نعرف شيئاً عنهم، ولا يعنينا الموضوع!». جواب الشابات الثلاث هذا، لا يبدو مستغرباً بالنسبة إلى عمر، الذي يروي قصة تكررت معه عند دخوله الى الجامعة... إذ سألته احدى الزميلات عن سبب حمله بطاقة هوية شكلها مختلف، فأجابها: «أنا لست لبنانيا، أنا فلسطيني». دهشت عندها الفتاة، وعادت لتسأله، متعاطفةً: «لكن كيف تذهب إلى فلسطين وتعود كل يوم إلى الجامعة؟»، ليسخر منها مجيباً: «أزورها بشكل طبيعي، سالكاً طريق الناقورة!».

جهل زميلة عمر، هو ما فتح النقاش واسعاً على سبب عدم تدريس مادة التاريخ والجغرافيا في المدارس اللبنانية، بشكل سويّ، وتثقيف جيل لبناني شاب على القضية الفلسطينية.

من هم هؤلاء؟ لاجئون؟ يجيب عمر عن السؤال البديهي الذي لا يعرف إجابته أو يتجاهلها كثير من اللبنانيين: «أنا عمر، أنا فلسطيني، أنا ولدت في لبنان، وأعيش هنا، أنا لم ألجأ إليه. والدي ولد هنا، ربما جدي هو من لجأ». بيت الشاب هو «مخيم برج البراجنة»، لكن حتى تلك البقعة بحد ذاتها، فقد اختلف تعريفها، إذ يقول عمر: «المخيم مش مجموعة خيّم. بعد 63 سنة، لم يعد مخيماً. هذا صار مكان إقامة». الشرح الذي يقدمه عمر، يرفق بمطالبة بأبسط ظروف العيش الكريم، لا ليفيد بأن كل فلسطيني يتمنى الاقامة في المخيم إلى الأبد، وإنما ليطالب بالقليل من التسامح، ونسب أقل من العنصرية.

كيف يعرّف عمر غنوم المخيم لرفاقه اللبنانيين في الجامعة؟ «أجد لهم أبسط توصيف، المخيم هو مكان لا تدخله الشمس، أزقته ضيقة، تدور فيه وتضيع وتعود الى نقطة الانطلاق لشدة تشابك طرقاته. وقد تضخّم المخيم. فهو اليوم سبعة مخيمات في مخيم واحد، وتقطن فيه 25 ألف نسمة ضمن مساحة كيلومتر مربع واحد فقط». ويقول عمر: «بمجرد خروجي من المخيم، أكون في عالم مختلف، كأنني في بلد آخر، لكن عندها، لا أشعر بأنني مواطن درجة ثانية أو ثالثة، بل أشعر بأنني لست آدمياً أصلا».

تقاطع سيدة لبنانية سرد عمر، عندما تجيب على سؤال يطرح عليها هو: «مدام، هل هناك صيت معين للفلسطيني في لبنان؟». فتجيب: «سمعة يعني «ريبوتاسيون»؟ نعم، صيته سيئ طبعاً لأننا وفرنا لهم الملجأ فانقلبوا ضدنا».

يستعين بجالي بمقابلاته هذه ليعرض الفجوة الهائلة بين الشعب اللبناني واللاجئين الفلسطينيين في لبنان، ويؤكد لـ«السفير» أن «تلك المقابلات أثبتت لي أن إرث الحرب ما زال يرمي بثقله، والانقسام بالرأي حول الوجود الفلسطيني في لبنان ما زال على حاله، وأصبح أكثر وضوحا وقسوة، ويجعلني أنا كلبناني أخجل من أننا بعد عشرات السنوات لم نبذل جهداً يُذكر لنحسن أوضاعهم في لبنان». ويلفت بجالي إلى أن «بعض المقابلات طالبت الدولة اللبنانية بتقديم الحد الأدنى من الخدمات للفلسطينيين في لبنان، وتوفير شروط العيش اللائق، لكن، في المقابل، كان هناك من لا يبالي، ومن لا يعرف عنهم الكثير ولا رغبة لديه حتى بأن يعرف أكثر».

يجد بجالي لقصته نموذجاً مختلفاً هو علاء، صديق عمر، وهو شاب لبناني يناصر القضية الفلسطينية، ويتعاطف مع الشعب الفلسطيني في لبنان، ويشجب الأوضاع الانسانية السيئة التي يعيشونها. يدخل علاء المخيم، ليرى عن كثب ما طالما رواه له صديقه، فتستقبله ملايين الأسلاك الكهربائية المتشابكة، والبيئة غير الصالحة للسكن.

يذكّر عمر المشاهدين بأن «كل ما نريده هو ألا يتم ربط فكرة التوطين بالخدمات الاجتماعية، إذ لا يمكن الجزم بأن اعطاء الفلسطينيين حقوقهم الاجتماعية يعني أنهم سينسون بلدهم الأول فلسطين ولن يرغبوا بالعودة إليه متى استطاعوا الى ذلك سبيلاً. نحن محرمون من كل شيء، ومهما كانت شهادتنا الجامعية، فإن لجنسيتنا الكلمة الفصل في توظيفنا أو عدمه. نريد أن ينسى البعض آثار الماضي الأسود، نريد أن نتعرف إلى بعضنا أكثر، فلبنان في قلب كل فلسطيني، وله مكانة خاصة، ولبنان بلدي الثاني بعد فلسطين».

السفير،12/01/2012

 
جديد الموقع: