مختصان: الأزمة اللبنانية تطحن اللاجئين الفلسطينيين
لبنان-غزة/ جمال غيث:
بات اللاجئون الفلسطينيون في لبنان غير قادرين
على توفير أدني متطلباتهم المعيشية بسبب الأزمة السياسية اللبنانية وانعكاساتها
على اللاجئين، ما نجم عنها ارتفاع معدلات الفقر البطالة وغياب فرص العمل وارتفاع
الأسعار وتدهور العملة المحلية. وأمام الأوضاع الصعبة التي يعانيها اللاجئون
الفلسطينيون في لبنان، دعا مختصان "أونروا" لإطلاق نداء طارئ موجه للدول
المانحة لإغاثة اللاجئين، ووضع خطة طوارئ لتوفير احتياجاتهم في ظل الأزمة التي
يعيشونها. وتتواصل الاحتجاجات في لبنان منذ قرابة الشهرين، للمطالبة بتغيير رموز
النظام وتحسين الأوضاع المعيشية ومحاسبة الفاسدين.
خطة طوارئ
وأكد مدير عام الهيئة (302) للدفاع عن حقوق
اللاجئين في لبنان علي هويدي، أن الأزمة السياسية اللبنانية أثرت بشكل كبير على
اللاجئين هناك. وقال هويدي لصحيفة "فلسطين": "الكثير من اللاجئين
باتوا غير قادرين على الوصول إلى أماكن أعمالهم التي سبقت الأزمة السياسية
اللبنانية"، مؤكدًا أن معدل البطالة ارتفع من 56% إلى 80% بسبب الأحداث
اللبنانية، إلى جانب ارتفاع نسبة الفقر لـ65% لغياب فرص العمل وارتفاع الأسعار على
المواد الغذائية والحاجات الأساسية وتدهور العملة المحلية. وأضاف: "إن هبوط
قيمة الليرة اللبنانية مقابل الدولار الأمريكي أثر على اللاجئين وأصبحوا غير
قادرين على توفير احتياجاته الأساسية بسبب ارتفاع أسعار السلع الأساسية"،
مشيرًا إلى أن عدد من المدارس أغلقت وعطلت الأخرى لعدم قدرة بعض المديرين
والمدرسيين الوصول إليها بسبب الأحداث اللبنانية. وحث "أونروا" لإطلاق
نداء طارئ موجه للدول المانحة حول أوضاع اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، مشددًا
على ضرورة وضع خطة طوارئ لستة أشهر لإغاثة اللاجئين من قبل "أونروا"
ومؤسسات المجتمع المدني لتوفير شبكة أمان للاجئين وتوفير السلة الغذائية لهم،
وتسديد الرسوم الجامعية عن أبنائهم، في ظل استمرار الأزمة. وأكد أن استمرار الأزمة
السياسية اللبنانية ستفاقم المشكلات الاقتصادية والاجتماعية داخل المخيمات،
وستفرغها من اللاجئين، ويمكن أن ينتج عنها محاولات سرقة وقتل ومحاولات الانتحار،
والهجرة لدى الشباب والعائلات الفلسطينية.
أوضاع كارثية
بدوره دعا مدير منظمة ثابت لحق العودة سامي حمود، وكالة
غوث وتشغيل اللاجئين "أونروا" لإعلان الوضع الاقتصادي والاجتماعي
للاجئين الفلسطينيين في لبنان بالكارثي ويحتاج إلى تدخل عاجل. وأكد حمود لصحيفة
"فلسطين" أن اللاجئين الفلسطينيين في لبنان يعيشون أوضاعًا اقتصادية
واجتماعية صعبة، من جراء انعكاس الأزمة اللبنانية سياسيًّا واقتصاديًّا. وحث وكالة
الغوث على إعلان حالة الطوارئ لديها واعتبار الوضع الاقتصادي والاجتماعي للاجئين
الفلسطينيين في لبنان كارثيًّا، وتوجيه نداء عاجل للدول والجهات المانحة لتقديم
المساعدات اللازمة للتخفيف من أعباء الأزمة الإنسانية لشعبنا الفلسطيني. ويعيش 174
ألفًا و422 لاجئاً فلسطينياً في 12 مخيمًا و156 تجمعاً بمحافظات لبنان الخمس، بحسب
أحدث إحصاء لإدارة الإحصاء المركزي اللبنانية لعام 2017