في الذكرى السبعين لتأسيس وكالة الأونروا
"ثابت" تُعلن نتائج استطلاع رأي اللاجئين الفلسطينيين في لبنان حول أداء الأونروا وخدماتها
الملخص التنفيذي:
ضمن فعاليات الذكرى السبعين لتأسيس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الاونروا"، وفي الذكرى الثالثة عشر لتأسيس منظمة ثابت لحق العودة، تُعلن المؤسسة نتائج استطلاع الرأي حول عمل الوكالة في لبنان ومعرفة مدى تمسك اللاجئين الفلسطينيين بالأونروا كوكالة دولية معنية بتقديم الخدمات الإنسانية للاجئين إلى حين عودتهم إلى ديارهم وممتلكاتهم التي هجّروا منها إبّان النكبة في العام 1948، وإجراء عملية تقييم لأداء ودور الوكالة على مدى سنوات نشأتها، بالإضافة إلى معرفة مدى تأثيرات ما يُسمى بمشروع "صفقة القرن" وانعكاساته على وكالة الأونروا.
نُفذ الاستطلاع عبر منصات التواصل الاجتماعي من خلال استبيان خاص بالاستطلاع وفق المنهجية العلمية، بين الفترة 29 تشرين الثاني و 15 كانون الأول 2019. وقد شارك فيه عدد 166 مستطلعاً. وقد استهدف الاستطلاع شريحة اللاجئين الفلسطينيين المقيمين من فلسطينيي سورية ولبنان، حيث يعاني اللاجئون أوضاعاً قانونية وإنسانية صعبة وحرماناً من أبسط الحقوق الاقتصادية والاجتماعية. وقد أجري الاستطلاع بما ينسجم مع واقع المخيمات والتجمعات التي يسكنها اللاجئون إسهاماً في دعم الاونروا وتوضيحاً لتوجهات للاجئين حيالها، أملاً بأن يعطي الاستطلاع دعماً لحقوقهم والمؤسسات الراعية لهم، وتأكيداً على ضرورة دعم الأونروا دعماً غير مشروط، حتى لو تعارضت سياسات الوكالة مع سياسات مموليها وخصوصاً بعد القرار الأمريكي بوقف التمويل عن ميزانيتها والمطالبة بإلغاء عملها تماشيا مع رغبة الكيان الصهيوني.
وانطلاقا من أهمية قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة والتصويت على تجديد ولاية عمل وكالة الأونروا لمدة ثلاثة سنوات جديدة، والذي يتقاطع مع تمسك اللاجئين بالوكالة كمؤسسة إنسانية دولية تقدم خدماتها للاجئين الفلسطينيين في مناطق عملياتها الخمس، والحفاظ عليها كشاهد دولي على نكبة ومأساة اللاجئين، لحين تحقيق العودة لهم.
وقد كشف الاستطلاع أن نسبة 78.9% من اللاجئين الفلسطينيين يؤيدون استمرار وكالة الاونروا بتقديم خدماتها، رغم أن 94.5% من المستطلعة آراؤهم اعتبروا أن الخدمات التي تقدمها الوكالة الدولية غير كافية.
وكشفت نتائج الاستطلاع أن الأكثرية الساحقة من المستطلَعين هم من اللاجئين المسجلين بنسبة 94.5%، فيما شكل غير المسجلين نسبة 1.8%. فيما أن 3% من المستطلَعين لايوجد لديهم معلومات، بينما يفتقد 0.6% منهم أوراقه الثبوتية.
واللافت في الأرقام بأن 54.8% من المستطلعين لايعملون، بينما 39.7% منهم يعمل، فيما أن 5.4% مازالوا طلاب.
يبيّن الجدول أن 62% من المستطلعين يتلقون خدمات من الاونروا، وأن 34.9% منهم لايتلقون أية خدمات.
وعن رضا اللاجئين عن الخدمات التي تقدمها الوكالة أجاب 85.5% بأنهم غير راضين عن أداء الأونروا، بينما أفاد 11.4% بأنهم راضون.
وحول مستوى الخدمات الصحية التي تقدمها الوكالة اعتبر 66.8% من المستطلعين أنها ضعيفة، فيما وصفها 19.8% بأنها مقبولة.
أما الخدمات التعليمية فاعتبر 37.9% أنها ضعيفة، في حين اعتبرها 36.7% مقبولة. وكشفت الأرقام أن 74% يعتبرون الخدمات الإغاثية ضعيفة، فيما اعتبر 7.8% أنها جيدة.
ولعلّ النتيجة الأهم في الاستطلاع هي التي تكشف أن 78.9% من المستطلَعين يعتبرون أن الخدمات التي تقدمها وكالة الأونروا تراجعت بشكل كبير، في حين اعتبر 13.2% منهم أنها تراجعت بشكل متوسط.
وحول استطلاع مايتعلق بصفقة القرن تبيّن بأن 80% من المستطلعين يعتقدون بأن وقف التمويل الأمريكي عن الاونروا مقدّمة لالغاء الوكالة، فيما رأى 6.6% منهم عكس ذلك.
وأظهرت الأرقام بأن 52% من المستطلعين لايعتقدون بأن صفقة القرن حققت أهدافها في تصفية قضية اللاجئين وحق العودة، بينما اعتبر 35.5 % بأنها حققت ذلك، وأجاب 6.6 % منهم بأنه لايوجد معلومات.
والجدير طرحه في الاستطلاع بأن 78.3% من المستطلعين يؤمنون بإمكانية العودة الى فلسطين، بينما 18.6% منهم رأى غير ذلك.
والجدير ذكره أن هذا الاستطلاع هو الثاني حول وكالة الأونروا، حيث أجرت منظمة ثابت لحق العودة وبالتعاون مع مؤسسات تُعنى بقضايا اللاجئين، حيث لم تختلف كثيراً مخرجات الاستطلاع بعد مضي عشر سنوات على الاستطلاع الأول الذي جرى ميدانياً بمناسبة الذكرى الستين لتأسيس الأونروا، حيث كشف الاستطلاع الأول أن نسبة 92% من اللاجئين الفلسطينيين يؤيدون استمرار وكالة الاونروا بتقديم خدماتها، رغم أن 86% من المستطلعة آراؤهم اعتبروا أن الخدمات التي تقدمها الوكالة الدولية غير كافية. وعن رضا اللاجئين عن الخدمات التي تقدمها الوكالة أجاب 69% بأنهم غير راضين عن أداء الأونروا، بينما أفاد 24% بأنهم راضون.
ومقارنة لهذين المؤشرين يتضح أن وكالة الأونروا خلال عقد من الزمن لم تسطع تحسين أداء عملها وزيادة حجم الخدمات المقدمة اللاجئين بما يتناسب مع صعوبات الحياة الاقتصادية والاجتماعية التي يعيشها اللاجئون الفلسطينيون في لبنان، في ظل استمرار الدولة اللبنانية من حرمانهم من ابسط الحقوق الأساسية وأبرزها حق العمل وحق التملك.. لذلك رأينا في الاستطلاع الثاني تراجع نسبة اللاجئين المؤيدة لاستمرار عمل الوكالة مع زيادة عدم الرضا تجاه أداء عملها وما تقدمه الوكالة من خدمات.
وتخلص منظمة ثابت إلى القول من خلال قراءة هذه النتائج أن أداء وكالة الأونروا مرتبط بشكل رئيسي بما تُقدمه من خدمات على مختلف الأصعدة، مع ضرورة عدم تقليص برامجها وخدماتها الذي يتسبب في ضرر حقيقي ويسبب كوارث إنسانية لمجتمع اللاجئين الفلسطينيين في لبنان. بالإضافة إلى أن الوكالة هي المعنية بشكل رئيسي في الحفاظ على مصادر التمويل، والضغط على الأمم المتحدة لتثبيت ميزانيتها أسوة بباقي المؤسسات الدولية التابعة للأمم المتحدة. عوضاً عن ذلك أن بقاء وكالة الأونروا مرتبط بوجود قضية اللاجئين في البُعد السياسي، فمتى تتحقق العودة للاجئين.. ينتهي دور الوكالة وعملها.
منظمة ثابت لحق العودة
22 كانون أول/ديسمبر 2019