منظمة ثابت لحق العودة
 
الصفحة الرئيسية من نحن إتصل بنا
حراك ثابت
أخبار ثابت
بيانات ثابت
حراك إعلامي
إصدارات ثابت
محطات على طريق العودة
تقارير ثابت الإلكترونية
إبداع لاجئ
أرشيف ثابت
صدى اللاجئين
حملة انتماء
حملة العودة حقي وقراري
مبادرة مشروعي
مقالات العودة
تقارير وأبحاث
انضم لقائمة المراسلات
 
 
صفحتنا على الفايسبوك
عضوية منظمة ثابت في إتحاد المنظمات الأهلية في العالم الإسلامي
 
بناء «سفينة العودة» إلى فلسطين رفضاً للتوطين.. عمل فني حمل المعاني الوطنية والجمالية في عين الحلوة
 

الأربعاء، 07 تشرين الثاني، 2012

يختزن مخيم عين الحلوة الكثير من الطاقات والإبداعات والمواهب التي يحتاج إلى اكتشافها في بيئة سليمة تعكس صورة المخيم الأخرى بناسه، بأنهم يحبون النظام والجمال ولا يعيشون في بؤرة أمنية، حيث أخذ العالم الخارجي عنهم هذه الصورة المغلوطة، فجاءت الجمعيات الأهلية والشبابية لتصحيح هذه الصورة، بجهد وتعب وابتكار المشاريع والأفكار المبدعة، التي نالت إعجاب الجميع..

تعتبر جمعية «ناشط» واحدة من هذه الجمعيات الفلسطينية التي تركز عملها في إطار المجتمع الفلسطيني داخل المخيمات، وهي تضم مجموعة من الشباب والشابات الفلسطينيين واللبنانيين التقوا معاً في عمل تطوعي يهدف إلى خدمة قضايا المجتمع، وتحمل المسؤولية الشخصية تجاه تطوّره، من خلال الوعي وثقافة التنمية والقيام بجهد فلسطيني جماعي على مبدأ أساسي من أجل تجاوز العقبات التي تثقل كاهل المجتمع الفلسطيني في لبنان..

برز دور «ناشط» في عملها الإبداعي الأخير عند مدخل عين الحلوة، بإنشاء «سفينة العودة» بما تحمل من دلالة رمزية على الرغبة في النظافة وتجميل المخيم، والتأكيد على حق العودة، ورفض التوطين بعيداً عن الصورة الأمنية المشوّهة المطبوعة في أذهان الخارج..

«لواء صيدا والجنوب» التقى رئيس الهيئة الإدارية لـ «جمعية ناشط» ضافر الخطيب الذي شرح أهداف الجمعية ومبادراتها للوصول إلى هذا النجاح الذي حققته..

إطلاق مبادرات

أكد رئيس جمعية «ناشط» ضافر الخطيب «أن «ناشط» هي جمعية تطلق مبادرات نحو الشباب، وتتبنى مبادرات نحو المجتمع، وقد بدأت من شباب في «الجامعة اللبنانية» بإطلاق مجموعة من البرامج والأنشطة التي نطبقها داخل المخيم وخارجه، وغالباً ما تكون من أفكار الشباب نطلقها نحو المجتمع».

وأضاف: «نقوم على العمل التطوعي لمجموعة من الشباب الذين يفكرون بقضايا شعبهم وأمور مجتمعهم، ويترجمون هذه الأفكار من خلال مبادرات يُطلقونها في المجتمع الفلسطيني».

وتابع: «في المخيم من المؤسف انه ارتسم بصورة معينة في الخارج، ينقلها الإعلام بأننا «فزاعة» ولكن الأشخاص في الداخل من خلال عدم مبادراتهم لتصحيح هذه الصورة ومعالجة القضايا، ساهموا في تكريسها، ونحن إذا لم نغيّر أي شيء، فإننا نوافق على هذا الواقع - وإن كنا نرفضه».

وأشار إلى «أن فكرة إنشاء «سفينة العودة» عند مدخل مخيم عين الحلوة، جاءت على خلفية المشهد الذي يبدو كخرابة، ينتشر فيه الرصاص في كل مكان، إضافة إلى الدشم والحفر، ما انعكس صورة سلبية عن المخيم في الخارج، وكرّست انه مثل «الفزاعة» رغم كل المحاولات لإظهاره على صورته الحقيقية بأنه مخيم فيه مناضلون وأطباء ومهندسون وفنانون وفقراء، وأن الناس تلتزم بنمط الانضباط بعيداً عن الفوضى».

لمسة جمال

وأوضح «أن نموذج «سفينة العودة» بالوجه الآخر يحمل لمسة من الجمال والفن، وهذه الأشياء تُقدمنا بأننا أناس بداخلنا جمال، ونحب كل شيء جميل، إضافة إلى دلالاتها الرمزية لصمود الإنسان الذي يتحمل معاناة 64 عاماً، وما يزال يصر على التحمل والتشبث بأرضه إلى حين العودة».

وقال: «إن مشروع تنظيف المقبرة، يحمل أيضاً دلالة بتكريم الشهداء والاعتراف بتضحياتهم، ففيها مدفون شهداء سقطوا دفاعاً عن كرامة وعزة الإنسان الفلسطيني، وكانت مليئة بالأشواك ولا يستطيع أحد الدخول إليها، فقمنا من خلال مجموعة متطوعين وعلى مدار 4 أيام بإزالة الأعشاب والأشواك، التي غطت الأضرحة بشكل كامل، حيث اختتم النشاط بطلاء الجدران باللون الأبيض وتزيينها برسومات وطنية تحمل الوفاء لمن ضحوا بحياتهم دفاعاً عن شعبنا والمخيم».

بـدّي أحمي

وأضاف: «كما تبنت ناشط حملــة «أنا بدّي أحمي إبني وبنتـي» وقد نظمت مسيرة نسائية ضد المساس بالأمن وضد العبثية التي تحدث من وراء المشاكل التي تتطور إلى إطلاق الرصاص ويسقط فيها الأبرياء الذين لا علاقة لهم، ونظمت ناشط مؤتمراً يتعلق بالإنسان الفلسطيني عن معاناته داخل المخيم، وتحديداً الفئات الأكثر ضعفاً، حيث قدمنا صناعة مؤتمر جيد يُحاكي الصناعة الموجودة في الخارج، بحيث أن الجميع شعر بأنه ناقش القضايا بجدية، وهذا المؤتمر ضم كل الفاعلين في المخيم لمناقشة وثائق معينة عن الإنسان الفلسطيني».

وقال: ربما تفاجأ الجميع من المبادرات التي قدمتها ناشط من خلال إزالة الدشم والمتاريس في المخيم، وكذلك دخول رئيس فرع مخابرات الجيش اللبناني في صيدا لأول مرة إلى المخيم ومشاركة عدد من البلديات والفاعليات ورجال أعمال، التي كانت لا تجتمع إلا إذا حصل لقاء سياسي أو اشتباك مسلح، كنا نغلق المخيم لكي نجتمع من أجل حل المشاكل، أما الآن فقد أغلقنا المخيم لحضور حفل، حيث وصلنا إلى أن أصبحنا نشاهد وردة بدلاً من رصاصة».

ويعتبر «نادي بنات فلسطين» واحد من مبادرات «ناشط»، الذي يضم حوالى 70 فتاة يتلقون دروس تقوية ومهارات من دبكة وشعر وكومبيوتر، وهن جزء من نشاطهم الصيفي يتضمن من اليوم الأول تنظيف المدخل الفوقاني لمخيم عين الحلوة، الممتد من حاجز الجيش اللبناني إلى آخر جدار «مدرسة السمّوع» تحت عنوان: «بيئة أنظف مخيم أجمل»، ويهدف إلى إيصال رسالة إلى المجتمع المدني وإعطاء صورة حضارية للمخيم».

وختم الخطيب: «إن الإنسان الفلسطيني يستحق الحياة، ووجوده في لبنان هو مؤقت، ولكننا لا نريده أن يكون كآبة وعبئا وضغطاً اجتماعياً واقتصادياً ونفسياً ومعنوياً وسياسياً، الفلسطيني هو إنسان جميل ومنتج، ويريد أن يعود إلى وطنه».

سفينة العودة

الفنان التشكيلي وعضو الاتحاد الفلسطيني للموسيقى أسامة زيدان قال: «إن فكرة السفينة كانت تخرج من بعض الأشخاص والأعضاء الموجودين في الجمعية وطوّرناها، وبدأت الفكرة من الحاجز اللبناني لإنجاز بعض الحدائق لكي نجمّل المكان وبعدها خرجنا بفكرة السفينة».

وأضاف: «وفكرة السفينة، هي انطلاقة المقاومة الفلسطينية وخروجها من الجبال، ولبس الكوفية، ورفع العلم الفلسطيني، أما الحصان فهو تعبير عن الثورة، والموجود على السفينة هي ما عانته الثورة من ملاحقة كأي ثورة في العالم، وفكرة الثورة هي أن نصل إلى القدس الذي هي مفتاح فلسطين، من دون القدس لا وجود لفلسطين، والسفينة تعبير طبيعي ورمزي للشعب الفلسطيني، الذي له حق بالعودة، وزرع الأمل في الرجوع إلى أرض الوطن».

وختم زيدان: «لقد قمت بتصميم السفينة ورسمها وتنفيذها، كذلك تركنا الأطفال يعبّرون عن ذاتهم، ولم أمسك ريشة، وربما لم أكن بحاجة لأظهر نفسي بأنني فنان فلسطيني صاحب موهبة في الفن التشكيلي، ولكن تركت المجال للأطفال، وكنت أوجههم دون أن أمسك ريشة، وهناك مشروع جديد بذكرى رحيل الرئيس ياسر عرفات لإنشاء حديقة جديدة أصبحت جاهزة التصميم، ولكن نحاول أن نجد فسحة ومساحة آمنة للناس، ويكون منظراً حضارياً ليشعر أبناء المخيم بها، وأنه لم يكن فقط للدشم والبنادق، ونحن من واجبنا أن نبرز المخيم من جهة أخرى، والآن لم يعودوا يقولون الشارع الفوقاني، بل أصبحوا يقولون شارع سفينة العودة».

المصدر: ثريا حسن زعيتر - اللواء

 
جديد الموقع: