منظمة ثابت لحق العودة
 
الصفحة الرئيسية من نحن إتصل بنا
حراك ثابت
أخبار ثابت
بيانات ثابت
حراك إعلامي
إصدارات ثابت
محطات على طريق العودة
تقارير ثابت الإلكترونية
إبداع لاجئ
أرشيف ثابت
صدى اللاجئين
حملة انتماء
حملة العودة حقي وقراري
مبادرة مشروعي
مقالات العودة
تقارير وأبحاث
انضم لقائمة المراسلات
 
 
صفحتنا على الفايسبوك
عضوية منظمة ثابت في إتحاد المنظمات الأهلية في العالم الإسلامي
 

مختصـون: المنابر الثقـافيـة مُقصِّـرة بـ"حق العودة".. ولكـن

كلما اقترب الخامس عشر من أيار/مايو من كل عام، ذكرى النكبة الفلسطينية التي أدت إلى ضياع الوطن وتشريد آلاف الفلسطينيين من بيوتهم وبلداتهم، تشد المنابر الثقافية والإعلامية   من همتها، فيكثر الحديث عن حق العودة واللاجئين، وتتعدد اللقاءات والندوات والمهرجانات والخطب والمسابقات الأدبية والثقافية.

وما إن يطوي شهر أيار صفحته، تنسحب الأضواء رويداً رويداً، وتُطوى هذه القضية في الأدراج ليكون الاهتمام بقضايا أخرى قد تكون أقل أهمية، وفي مايو المقبل يُفتح الجرح من جديد ليُعاد سرد الحكاية.

وأكد مختصون في الشأن الثقافي لـ"العودة" تراجع المنابر الثقافية والأدبية في فلسطين والدول العربية في تناول قضية حق العودة، وجعلها قضية موسمية يكون تسليط الأضواء عليها في شهر أيار/ مايو من كل عام. وشدد المختصون على أنها ليست القضية الوحيدة التي انصرفت عنها المنابر الثقافية، بل تعدتها إلى كافة القضايا المحورية والثوابت الوطنية كـ"القدس، الحدود، والاستيطان والأسرى، وحل مشكلة اللاجئين".

 ولفت المختصون إلى أن السبب في ذلك هو تقاعس القائمين على الثقافة في فلسطين والوطن العربي، وانهماكهم في قضايا فرعية وحياتية ويومية ليست بذات الأهمية مع القضايا المفصلية التي من شأنها أن تعزز قضية "حق العودة" في أذهان الشعوب وتجعلها حاضرة وحية في كل وقتٍ وحين.

قضية موسمية

الشاعر الفلسطيني كمال غنيم، أكد أن قضية العودة حاضرة في كتابات الأدباء والمثقفين من دون مناسبات؛ لأنهم ليسوا بحاجة إلى من يذكرهم بقضاياهم وثوابتهم الوطنية؛ فكل الإبداع الثقافي والأدبي ينصب في هموم الوطن من نكبة وتهجير ولاجئين وقدس وأسرى.

وتابع بالقول: "لكن رغم حضور هذه القضية في الكتابة والمنشورات والوجدان والعقل، إلا أنه يحدث لها نوع من الموسمية، فنجد أن تفعيلها يصل إلى أقصى درجاته في شهر مايو/ أيار من كل عام، وبقية الأيام والأشهر يخفت ضوؤها ويُغلق ملفها إلى العام المقبل، ويكون التعامل معها بنفس الوتيرة والدرجة".

وأشار إلى أن كافة الفضائيات والبرامج الإذاعية والمواقع الإلكترونية والصحف والمجلات وكافة المنابر الإعلامية تنهمك وتتنافس في كيفية تغطية هذا الحدث، فنجد أن قضية "حق العودة" تتصدر العناوين وتحتل أولى الصفحات. واستدرك بأسف: "لكن ما إن يغادر شهر مايو تغادر معه هذه القضية، ويُشغَل الإعلام والمثقفون الأدباء بشؤون صغيرة وبقضايا يومية وحياتية".

وأشار د. غنيم إلى وجود تقصير وتهميش كبير من الكتّاب والباحثين والأدباء والإعلام لهذه القضية، ولكثير من القضايا المفصلية والمهمة في مسيرة الشعب الفلسطيني، فيلبسونها ثوباً معيناً ولا يحاولون تغييره أو تجديده، أو حتى ابتكار وسائل أكثر حداثةً وجذباً.

ومضى يقول: "للأسف، المنابر الثقافية ووسائل الإعلام بمختلف مجالاتها تستخدم ذات الأساليب في كل مرة عند تناول قضية العودة أو أي قضية مصيرية؛ فهم لا يعرفون سوى إلقاء الخطب لساعات والوقوف دقائق على أرواح الشهداء والدعاء للأسرى، ولا يتقنون إلا الخروج بالمسيرات وإعداد البرامج العادية واستضافة المسؤولين الذين حفظ المشاهد كلماتهم وحروفهم عن ظهر قلب".

الدراما والمسرح

وشدد على أننا اليوم نعيش في عالم مفتوح تتعدد فيه الوسائل ويذخر بالتقنيات الحديثة التي يكون لها تأثير السحر على قلب المشاهد والمتلقي وتجعله يعيش قلباً وقالباً مع أي قضية يحصل التفاعل معها وتُطرَح على كافة المنابر، سواء كانت تتعلق بـ"القدس أو اللاجئين أو العودة أو الأسرى...".

استخدام الفيلم، الفيديو، المسرح، الإنشاد، الدراما... كل هذه الوسائل والتقنيات يجب أن نجندها لتخدم قضيتنا وتجعلها حاضرة في الوجدان الفلسطيني والعربي وكافة أنحاء العالم، هذا ما أكده د. غنيم الذي مضى يقول: "نعم، نحن المثقفين والكُتاب والأدباء، نحمل على عاتقنا الشيء الكثير لكي لا ينسى الناس قضاياهم المحورية، وحتى يتفاعلوا معها في كل وقت، لا في المناسبات السنوية فقط".

وأوضح أن للدراما والمسرح مفعولاً كبيراً في نفوس الناس، وهما يؤثران فيهم مباشرة، وخاصة مع التطور الهائل في عالم التكنولوجيا واتساع رقعة الإنتاج الفني والإعلامي، مضيفاً: "نحن نحتاج جهداً أكبر لاستخدام تلك الأدوات وجعلها طوع أيدينا، وخاصة مع وجود الكمّ الهائل من الأفلام والمسلسلات وتخصيص قنوات فضائية خاصة لهم ولكل نوعٍ على حدة".

وبين د. غنيم أن أسباب تقصير المثقفين والأدباء هو أن الثقافة لا تشكل أولوية لدى أصحاب القرار والحكومات، سواء في فلسطين أو في الوطن العربي، ومهما كانت المبررات، فهي لن تكون كافية.

وأردف قائلاً: "صحيح أن الحكومات في فلسطين تعاني الأمرين من الاحتلال وتوابعه والحصار وتابعياته وسوء الأوضاع الاقتصادية والمعيشية، إلا أن ذلك ليس مبرراً أبداً لتهميش الجانب الثقافي ودعم الكتاب والأدباء".

لنُكابر على الثقافة

 وشدد على أنه يجب على الحكومات الفلسطينية أن توازن الأمور بين لقمة العيش وسُبل توفيرها للمواطن وتغذيته في الجانب الثقافي والأدبي، وأن تهتم أكثر بالمنابر الثقافية لكسر حدة التهميش للقضايا الوطنية كالأسرى واللاجئين وحق العودة والقدس.

واستدرك: "فنحن، رغم الحصار، نمارس طقوس حياتنا اليومية بنحو طبيعي، فنأكل ونشرب ونعيش ونتزوج، وبذلك نكابر على الحياة. فلم لا نعلن أيضاً مكابرة على الثقافة، فننتج أفلاماً وثائقية ومسلسلات ومسرحيات وبرامج لتفعيل قضايانا وثوابتنا من الجانب الثقافي والأدبي ونجعلها حاضرة في أذهان صغارنا وكبارنا؟".

ووجه د. غنيم رسالة إلى الأدباء والمثقفين قائلاً: "علينا طرق الخزان بكل الوسائل المتاحة رغم ما نعانيه من تهميش لكي نقدم المشهد الفلسطيني بشكله الحقيقي، ولنجعل القضايا المصيرية دائماَ على سلم الأوليات ونابضة تتنفس".

متفقاً مع د. غنيم في الرأي، أكد مصطفى الصواف، وكيل وزارة الثقافة في حكومة غزة، أن التعاطي مع الثوابت الوطنية في القضية الفلسطينية على صعيد الأدباء والمثقفين والمنابر الإعلامية المختلفة يحتل مساحة واسعة، ولكنه موسميّ يكون التركيز عليه في ذكرى النكبة،   من كل عام.

وأردف قائلاً: "في هذا اليوم تزداد الفاعليات الثقافية والمهرجانات، ويهتم الشعراء في نسج أبيات الشعر المختلفة، والأدباء في كتابة القصص والروايات، والصحافيون في إعداد التقارير المختلفة... لكن المؤسف في الأمر أنّ كل ذلك يختفي بانتهاء ذكرى النكبة، ويخفت التفاعل على كافة المستويات".

بدرجات متفاوتة

وبيّن أنّ التفاعل مع القضايا الوطنية يكون حياً في أوساط الشعب الفلسطيني، لكن بدرجات متفاوتة، فيكون في أوجه في المناسبات الوطنية ويقل بمجرد انتهائها، مستدركاً بقوله: "فمثلاً، طفت قضية العودة على السطح أخيراً، في ظل الحديث عن استحقاق أيلول والتوجه إلى الأمم المتحدة، فزاد الاهتمام بقضية العودة والآثار السلبية المترتبة على قرار محمود عباس الاعتراف بدولة الاحتلال واعتبار حدود الـ67   حدود دولة فلسطين".

وعن سبب تقصير المثقفين وتهميشهم للقضايا الفلسطينية المصيرية، قال الصواف: "ربما هو ليس بالتقصير أو التهميش، لكن الاهتمام بقضية ما قد يكون على حساب قضية أخرى بسبب كثرة الأحداث المتلاحقة؛ ففي هذه الأوقات، يشغل الجميع قضية الأسرى، وهي قضية رأي عام. وتحتل هذه القضية كافة المنابر الثقافية والأدبية واهتمامات وسائل الإعلام، وهذا ربما هو الذي يشغل هؤلاء عن قضية العودة".

وشدد على أن القضايا الفلسطينية تحتاج إلى اهتمام أكبر من الكتّاب والمثقفين والمسؤولين عن المنابر الإعلامية، ولا يكون الاهتمام بقضية على حساب قضية أخرى؛ لأن الأمر يحتاج إلى توازن مدروس، مضيفاً: "يجب ربط كافة القضايا بعضها ببعض وإعطاؤها اهتماماً متوازناً، بحيث لا يكون شيء على حساب آخر".

ولفت إلى أن وزارة الثقافة في غزة تحاول أن توازن بين كل القضايا الفلسطينية، فلا يطغى ملف على حساب آخر، وتُضافر جهودها لكي تبقى جميع القضايا حاضرة على أجندة المشهد الفلسطيني.

وتابع: "صحيح أن هناك تقصيراً، ولكنه بسبب قلة الإمكانات وضعفها التي تحول دون إعطاء هذه القضية الاهتمام المطلوب. وقضية مثل قضية حق العودة واللاجئين هي قضية مركزية وتحتاج إلى تضافر كل الجهود والوسائل والإمكانات".

وأوضح أن وزارة الثقافة في ظل الظروف الحالية، وفي أحسن ظروفها، لا يمكنها أن تقدم   وحدها كل ما تحتاجه هذه القضية وغيرها من القضايا المحورية، والمطلوب هو زيادة التنسيق والتشبيك مع كل القطاعات والوزارات .

 
جديد الموقع: