منظمة ثابت لحق العودة
 
الصفحة الرئيسية من نحن إتصل بنا
حراك ثابت
أخبار ثابت
بيانات ثابت
حراك إعلامي
إصدارات ثابت
محطات على طريق العودة
تقارير ثابت الإلكترونية
إبداع لاجئ
أرشيف ثابت
صدى اللاجئين
حملة انتماء
حملة العودة حقي وقراري
مبادرة مشروعي
مقالات العودة
تقارير وأبحاث
انضم لقائمة المراسلات
 
 
صفحتنا على الفايسبوك
عضوية منظمة ثابت في إتحاد المنظمات الأهلية في العالم الإسلامي
 

هذا هو الإسلام ..النكبة والنكسة وواجب الأمة في إزالة آثارهما

 ستة عقود وزيادة مرت على نكبة الشعب الفلسطيني عام 48 ، النكبة التي اغتصبت وطنهم وقتَّلتهم ، وأخرجتهم من ديارهم بغير حق وحولتهم إلى لاجئين ؛ فهاموا في الشتات مشرَّدين مهجَّرين مجرَّدين من كل أشكال الحماية ، محرومين حقهم في العودة إلى ديارهم وممتلكاتهم التي أخرجوا منها ، يواجهون حملات مستميتة لقتل الأمل به فيهم .
    طالت سنين النكبة عليهم وتواصلت سنة في إثر أخرى ، حتى تجاوز عددهم اليوم سبعة ملاين ينتشرون في بقاع الأرض ،  وأصبحوا أكبر مجموعة لاجئين على مستوى العالم ، وقضيتهم أقدم قضية لجوء بين الشعوب المعاصرة.
    وقبل أن يستيقظ الفلسطينيون من آثار النكبة تلك حلت بهم نكبة جديدة ، ففي عام 67 وقعت البقية الباقية من أرضيهم في براثن الاحتلال الغاشم بما فيها ما بقي من مدينة القدس المباركة ، لتتعاظم مأساتهم وتتضاعف معاناتهم ، فأجبروا ثانية على النزوح من ديارهم ، في صورة أخرى من صور اللجوء والتهجير المتعددة التي يتعرض لها أبناء شعبنا الفلسطيني منذ النكبة وحتى اليوم .
    ومرت على هذه المصيبة عقود أخرى جرت فيها أحداث وتغيرات وتطورات ، وتواصلت فيها ثورات المقاومة والتحرير ، فازداد الفلسطينيون إيماناً بقضيتهم فحملوها في قلوبهم وضمائرهم ؛ فهي عنوان وجودهم .  
    مضت كل هذه العقود ؛ ومازالت سلطات الاحتلال الإسرائيلي ماضية في إجراءاتها التعسفية ضد شعبنا ، وفي تنفيذ خطواتها التآمرية لتهويد المدينة المقدسة ولتقويض المسجد الأقصى المبارك ، وفي تفريغ الأرض من أهلها لإحلال المغتصبين مكانهم ، وفي ارتكاب جرائم الحرب ضد الإنسانية دون رادع بدليل هجماتها الدموية قبل أيام ضد المتظاهرين الوطنيين في ذكرى النكبة والنكسة التي سقط فيها عشرات الشهداء .
    مضت العقود ، ورغم انعقاد المؤتمرات وإبرام الاتفاقيات والمشاركة في المفاوضات والتفاهمات ، إلاَّ أن خطوة واحدة لم تتقدم إلى الأمام على طريق إنهاء الاحتلال أو نيل الحرية والاستقلال ، لا بل ازدادت إجراءات الاحتلال القمعية وممارساته الإرهابية ، وتضاعفت اغتيالاته للمدنيين العُزَّل ؛ يجري ذلك كله بدعم غير محدود من الإدارة الأمريكية وممن ينضوي تحت لوائها ويسير في ركابها من الدول الأوربية ، يجري ذلك كله أمام سمع الأمة وبصرها فلا تحرك ساكناً ، فقد كانت بالأمس تجاهد وتناضل معنا وتدعمنا ، ثم ضعفت همتها وتغيرت وِجهتها فصارت تكتفي بالشجب والاستنكار والتنديد ، أما اليوم فقد كلَّت وملَّت واكتفت بالتثاقل ثم التجاهل وكأن الأمر لا يعنيها أبداً ، وبالأخص أنها اليوم مشغولة بشؤونها الداخلية ، مما أدى إلى عزل القضية عن بُعدها وعمقها العربي والإسلامي .

    فالواجب علينا إذن أن نحافظ لقضيتنا على بُعْدِها العربي والإسلامي والإبقاء عليهما حيين نابضين ، فهما يشكلان العمق الحقيقي لنا ، والدعم الحقيقي لقضيتنا ، والتواصل الحقيقي مع حقوقنا المشروعة .
    فقضية فلسطين والمؤامرات التي تتهدد المسجد الأقصى المبارك والمدينة المقدسة والاقتحامات اليومية الاستفزازية من قبل الجماعات اليهودية المتطرفة في ساحاته تمس المشاعر الدينية لكل عربي ومسلم في مشارق الأرض ومغاربها ، لأنها جزء من عقيدته ودينه ، فقد ثبتت إسلاميتها وقدسيتها بقرار رباني ، قال تعالى {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّه هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}الإسراء 1  . والمخططات التي تنفذ في القدس وفي محيط المسجد الأقصى المبارك تدل بوضوح على خطر حقيقي ؛ يستوجب على أبناء الأمة جميعاً القيام بأوجب الواجبات المفروضة عليهم في نصرتها ودفع الخطر الداهم المحدق بها .
    أما المجتمع الدولي فساكت صامت جامد ، أصم أبكم لا يقدر على شيء أبداً ، ولا يأتي بخير أبداً ، ومنظماته وهيئاته خاضعة للقوة الأعظم ، فسرت إليه حمى الكيل بمكيالين في تعامله مع قضايا العالم وحقوق الإنسان .
    فالعالم كله يدرك بما لا يدع مجالاً للشك أن الكيان الإسرائيلي هو الوحيد الخارج على قرارات المجتمع الدولي بمنظماته وهيئاته على الرُّغم من عضويته فيها ، وهو الوحيد في العالم الذي يتحداه ويضرب عرض الحائط بقراراته ومواثيقه واتفاقياته ، يجري ذلك كله على مرأى منه ومسمع ، إلا أنه لا ينبس ببنت شفة ، ولا يجرؤ على مساءلة سلطات الاحتلال الإسرائيلية أو ملاحقتها أو معاقبتها .
    ففي القرن الماضي صدرت عن عصبة الأمم ثم عن هيئة الأمم وجمعيتها العمومية وعن مجلس الأمن ؛ قرارات عديدة جداً حول القضية الفلسطينية ومدينة القدس على وجه الخصوص ، إلا أن إسرائيل لم تعبأ بها من أول يوم .  
     فعلى سبيل المثال صدر عن هيئة الأمم المتحدة في عام 1947 القرار رقم (181) وهو قرار التقسيم الذي نص على إنشاء دولتين مستقلتين في فلسطين ، وفي عام 1948 صدر القرار رقم (194) الذي ينص على ضرورة عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم . وفي عام 1967 صدر القرار رقم (2253) الذي ينص على بطلان قرار ضم القدس إلى الكيان الصهيوني بعد عدة أيام من سقوطها تحت الاحتلال ومانعاً إحداث أي تغيير في وضعها . وفي عام 1980 صدرت قرارات تصف إسرائيل بأنها دولة احتلال وتوجب عليها الانسحاب الكامل وغير المشروط من جميع الأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة منذ حزيران 1967 بما فيها القدس ، وفي عام 1997 صدر قرار يؤكد عدم الاعتراف بالإجراءات الإسرائيلية في مدينة القدس المحتلة والأراضي الفلسطينية .

    وأما مجلس الأمن الدولي ؛ فعلى الرغم من الفيتو الأمريكي إلاَّ أنه أصدر عدة قرارات ، ففي عام 1968 صدر القرار رقم (252) الذي نص على بطلان جميع الإجراءات التشريعية والإدارية والأعمال التي قامت بها إسرائيل وبضمنها مصادرة الأراضي والممتلكات وتغيير الوضع القانوني لمدينة القدس ، وفي عام 1980 صدر القرار رقم (476) الذي نص على ضرورة إنهاء احتلال القدس ورفض أي تغيير في وضعها . ثم تلاه القرار رقم (478) الذي بعدم الاعتراف بالقانون الأساسي الإسرائيلي فيما يخص القدس لمخالفته اتفاقية جنيف بشأن الأراضي الفلسطينية .
    ومقتضى نصوص هذه القرارات ـ بالإضافة إلى نصوص الاتفاقيات والمواثيق الدولية ـ  التزام المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان والهيئات مناصرة الشعب الفلسطيني والمدافعة عن حقوقه والمطالبة بها أمام جميع المحافل الإنسانية والقضائية ؛ إلاَّ أن شيئاً من ذلك لم يكن ، فلم نسمع عن المطالبة بتشكيل محكمة دولية بشأن جرائم سلطات الاحتلال الإسرائيلي بحق أبناء شعبنا وإرهابه المنظم ضدهم ، ولم نسمع بتكليف لجنة دولية للتحقيق في المجازر التي ترتكبها بحق أبناء شعبنا المحتل ، ولم نسمع من يطالب بفرض العقوبات الدولية على دولة الاحتلال لحملها على الالتزام بقرارات الشرعية الدولية ، حتى اللجنة الدولية اليتيمة التي تقرر تشكيلها لتقصي الحقائق في جرائم سلطات الاحتلال الإسرائيلية في مخيم جنين عام 2002 لم تتمكن من أداء عملها .
    ولهذا تمادت إسرائيل وتطاولت ، وطغت وبغت ، ودعمت جندها ومتطرفيها بالكامل لتنفيذ العدوان بكل صوره على شعبنا ومقدساته بحرقها وانتهاك حرمتها وتدنيس قدسيتها .
    لكننا على يقين من الحقيقة التاريخية الثابتة ، أن القدس لا يعمر فيها محتل أو ظالم ، فرُغم خضوعها للاحتلال المتكرر ، إلا أن التاريخ يسجل بشرف وتشريف قدرة أهلها العرب والمسلمين على تحريرها ، فالملك الناصر صلاح الدين الأيوبي مثلاً كتب ملحمته الرائعة‏ باستردادها من أيدي الفرنجة قبل تسعة قرون تقريباً .‏ وهذا برهان آخر على صدق من قال { إن الاستعمار مجرد جملة معترضة في حياة الشعوب‏ } لأن إرادة الحياة والتحرير لديها حاضرة دائماً ؛ والشعوب هي التي تحدد ساعة استدعاء هذه الإرادة بالثورة والمقاومة لنيل الحرية والكرامة .
    وقبل ذلك قال تعالى مخاطباً بني إسرائيل ومؤكداً عودة المسجد الأقصى المبارك إلى أهله {إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لأنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا}الإسراء7 .

    فمهما عظمت التضحيات ، ومهما ازدادت التحديات ؛ فسيطلع الفجر ولا ريب ، وسيأتي النصر ولا ريب ، فإن ليل الاحتلال إلى زوال ، وسيفرح هذا الشعب بالحرية والاستقلال ، وسيفرح بنصر الله ، قال تعالى {إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيدًا * وَنَرَاهُ قَرِيبًا}المعارج 6-7 ، وقال تعالى { وَيَقُولُونَ مَتَى هُوَ قُلْ عَسَى أَنْ يَكُونَ قَرِيبًا}الإسراء51 .

 
جديد الموقع: