الثلاثاء، 15 كانون الثاني، 2013

انشغلت قيادات فلسطينية عليا على صعيد المخيمات الفلسطينية في لبنان، بمعلومات وضعتها السلطات اللبنانية بين ايديها تفيد أن جماعات اصولية بصدد القيام بعمليات امنية انطلاقا من بعض المخيمات لتخريب الأوضاع في لبنان.

فقد كشفت مصادر فلسطينية مطلعة لـ"المستقبل" أن مسؤولا أمنيا لبنانيا كبيرا يشرف على ملفات اقليمية كبرى، أبلغ مسؤولَين فلسطينيين رفيعي المستوى في لبنان معلومات عن رصد قوات "اليونيفيل" مكالمة هاتفية اجريت بين اشخاص خارج لبنان وآخرين في احد المخيمات الفلسطينية تشير الى ان الوضع في المخيمات غير مضبوط، وهناك احتمال قيام مجموعات اصولية بأعمال تخريبية انطلاقا من هذا المخيم او غيره على خلفية التطورات في سوريا، وانه يجب العمل لضبط الوضع في المخيمات قطعا للطريق على اية اعمال من هذا النوع.

وعلمت "المستقبل" ان المسؤولين الفلسطينيين هما سفير فلسطين في لبنان اشرف دبور وامين سر حركة "فتح" في لبنان فتحي ابو العردات، وان هذا المسؤول الأمني الكبير طلب منهما التواصل مع بقية الأفرقاء الفلسطينيين في لبنان لترتيب وتحصين بيتهم الداخلي في اشارة الى المخيمات وذلك عبر تشكيل لجنة امنية عليا موحدة فيما بينها تحفظ امن المخيمات وتمنع اي خطر عنها او منها باتجاه الأراضي اللبنانية.

وعلم في هذا السياق أن ابو العردات باشر فعلا بعد هذا اللقاء، التواصل مع فصائل في تحالف القوى الفلسطينية من اجل تشكيل هذه اللجنة الأمنية العليا التي يرجح ان تكون برئاسة قائد الأمن الوطني الفلسطيني اللواء صبحي ابو عرب، على ان تضم اللجنة المزمع تشكيلها ممثلين لفصائل منظمة التحرير والتحالف. ورجحت بعض المصادر ان تتمثل الأولى بالاضافة الى ابو عرب، بالجبهة الديمقراطية وجبهة التحرير الفلسطينية، والثاني اي التحالف، بكل من حركتي حماس والجهاد والجبهة الشعبية القيادة العامة. ولم يعرف ما اذا كان سيشكل ذراع عسكرية لهذه اللجنة الأمنية أم ان ذراعها الأمنية ستكون قوات الأمن الوطني الفلسطيني التي يشرف عليها اللواء ابو عرب مع تطعيمها ببعض العناصر من الفصائل الأخرى.

وحسب المصادر نفسها، فان الاجتماع الموسع لقيادات فصائل منظمة التحرير في لبنان والذي عقد في مكتب ابو العردات في مخيم المية ومية امس الاثنين، خصص في جزء كبير منه لهذا الموضوع، وان ابو العردات ابلغ الفصائل ان لا مشكلة لدى فتح والمنظمة في تشكيل مثل هذه اللجنة العليا وان الموضوع يبحث بجدية مع باقي الأفرقاء في التحالف.

ويأتي هذا التطور اللافت بالتزامن مع ترويج معلومات تردد انها توافرت لدى بعض الأجهزة الأمنية اللبنانية وابلغتها لقيادات فلسطينية ومفادها ان شخصية بارزة في القاعدة تحمل جنسية خليجية وصلت الى مخيم عين الحلوة تمهيدا للقيام بأعمال امنية انطلاقا من هذا المخيم او غيره!.

المصدر: المستقبل