منظمة ثابت لحق العودة
 
الصفحة الرئيسية من نحن إتصل بنا
حراك ثابت
أخبار ثابت
بيانات ثابت
حراك إعلامي
إصدارات ثابت
محطات على طريق العودة
تقارير ثابت الإلكترونية
إبداع لاجئ
أرشيف ثابت
صدى اللاجئين
حملة انتماء
حملة العودة حقي وقراري
مبادرة مشروعي
مقالات العودة
تقارير وأبحاث
انضم لقائمة المراسلات
 
 
صفحتنا على الفايسبوك
عضوية منظمة ثابت في إتحاد المنظمات الأهلية في العالم الإسلامي
 
رمضان في المخيم
 

الإثنين، 30 تموز، 2012

منتصف الليل في مخيم حطين. الوضع الطبيعي في هذا الوقت أن يتحول المخيم إلى مدينة أشباح، لكن في الليلة الأخيرة من شهر «شعبان» تتحول شوارع المخيم إلى نهار بلا شمس: أطفال في الشوارع يسارعون إلى المطاعم لشراء سحور الحمص والفول، وإلى الاصطفاف في طوابير المخابز الطويلة الطويلة، وللمشاركة في الاشتباكات المتكررة بين البائع والزبائن تحت درجة حرارة تتزايد أكثر وأكثر، ما يجعل الجو لا يطاق، فيهرب الكثيرون للوقوف على أطراف الشارع في الظل، إما لتدخين السجائر أو لشرب السوائل المثلجة.

في اليوم الأول من رمضان في مخيم حطين من محافظة الزرقاء «شرقي عمّان»، امتلأت منذ الصباح أسواق الخضار بالناس، تتداخل ألوان جديدة في ألوان المخيم العادية، ألوان الخضروات والفواكه والمواد التموينية الرخيصة، خصوصاً تلك التي تأتي كمساعدات «للاجئين» السوريين الذين قدموا للأردن هرباً من المعارك في الأراضي السورية، وخصوصاً تلك المتاخمة للحدود الأردنية.

الصيام هذا العام يمتد إلى أكثر من 15 ساعة. منذ حلول الظهيرة بدأ الناس يختفون من الشوارع والأسواق حتى أقفرت تقريباً. كثير من الشوارع فارغة حتى وقت العصر، باستثناء تلك الرئيسية.

المفطرون الخبثاء، المئات من الشباب في المخيم وخارجه لا يصومون لأسباب مختلفة. تضاعف عددهم وازداد بسبب الحرارة المرتفعة ووقت الصيام الطويل هذه السنة. تجدهم في الكثير من الزواريب والشوارع الفرعية يسترقون المكان لتدخين سيجارة كفيلة بأن يشمها عشرات الصائمين من المدخنين، أو شربة ماء تصبح في رمضان موازية لتعاطي المخدرات في مكان عام.

وطبعاً المحظوظ من هؤلاء المفطرين هو من يملك غرفة بعيدة عن أهله، فتتحول الغرفة إلى مقر دائم للأصحاب، وحتى أصحاب الأصحاب؛ فالكل يحضر ما لذّ وطاب من طعام وفواكه وعصائر، وطبعاً السجائر التي تتوافر بكثرة، ما يجعلها كنزاً لدى المراهقين.

وتبقى النقاشات في كيف يتجنب الشباب أن يكشفهم الأهل، وخصوصاً على مائدة الإفطار، فينصحون تقليد الصائمين بشرب ماء كثير وعدم الأكل كثيراً.

في المخيمات، هناك تقليد واحد بعد الإفطار، من يذهب إلى صلاة التراويح أو من يشاركون في لعب كرة القدم. وبالطبع لا يمكننا أن ننسى مئات الأطفال الذين يزعجون المخيم وأهله بألعابهم النارية والركض بين الأزقة والشوارع حتى ساعات متأخرة من الليل، وإلى حين موعد السحور. المخيمات تتشارك هذه التقاليد غير المعلنة أينما كان هذا المخيم، إن كان في الصحراء أو في قلب أقدم عاصمة في التاريخ.

المصدر: معاذ عابد - الأخبار

 
جديد الموقع: