منظمة ثابت لحق العودة
 
الصفحة الرئيسية من نحن إتصل بنا
حراك ثابت
أخبار ثابت
بيانات ثابت
حراك إعلامي
إصدارات ثابت
محطات على طريق العودة
تقارير ثابت الإلكترونية
إبداع لاجئ
أرشيف ثابت
صدى اللاجئين
حملة انتماء
حملة العودة حقي وقراري
مبادرة مشروعي
مقالات العودة
تقارير وأبحاث
انضم لقائمة المراسلات
 
 
صفحتنا على الفايسبوك
عضوية منظمة ثابت في إتحاد المنظمات الأهلية في العالم الإسلامي
 
د. محسن صالح: حقّ العودة لا يمكن تحقيقه إلا من خلال 
برنامج مقاومة شامل يؤدي إلى تفكيك المشروع الصهيوني نفسه
 
بيروت - حاوره :سمير عطية
 
أن تفتح نافذة على عالم الدراسات والأبحاث فهذا بحد ذاته أمر مهم بحد ذاته، فكيف وأنت تحاور مدير أحد أهم هذه المراكز  الفلسطينية  مع الدكتور محسن صالح مدير عام مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات . وضعنا أمامه ملفات شائكة ، وقضايا كثيرة ، وكان برؤيته السليمه ، وتجربته الثرية، خير من يجيب عن أسئلتنا ، ويضيء على الدور المنشود لهذه المراكز في خدمة المشروع الوطني الفلسطيني وفي مقدمتها حق العودة .
 
العودة :خلال سنوات مضت، استطاع مركز الزيتونة أن يثبّت حضوره في هذا المضمار، ما هي أهم عوامل نجاحكم؟
أهم عوامل نجاح مركز الزيتونة بعد فضل الله سبحانه، تكمن في وضوح الرؤية، وفي استقلالية المركز، وفي وجود فريق عمل متفاهم متماسك مُقبل على العمل بروح عالية، وفي تطبيق المركز لمعايير الدراسات العليا في الجامعات، وفي انفتاح المركز على مختلف الاتجاهات والتيارات، وفي استفادة المركز من الكثير من الكفاءات والطاقات في داخل فلسطين وخارجها، وفي عالمنا العربي والإسلامي. كذلك راعى المركز عناصر التدرج في النمو والارتقاء، واستفاد من بيئة الحريات الواسعة المتاحة في لبنان.
 
العودة: كيف تجدون حضور قضية العودة، ولا سيما في مسيرة مركز الزيتونة؟ وما هي مشاريعكم في هذا المجال؟
يركز المركز على الدراسات السياسية والاستراتيجية والاستشراف المستقبلي. وتحظى قضية العودة واللاجئين بمكانتها ضمن منظومة القضايا الكبرى المتعلقة بالشأن الفلسطيني. وقد أجرى المركز دراستين استطلاعيتين ميدانيتين لأوضاع اللاجئين في لبنان، وأصدر كتاباً خاصاً بهم. كذلك، أصدر المركز دراسة شاملة (رسالة دكتوراه) عن الحقوق القانونية للاجئين الفلسطينيين، وأصدر أيضاً دراسة أخرى عن مخيم نهر البارد. وموضوع اللاجئين وقضية العودة هما من القضايا الثابتة في التقرير الاستراتيجي الفلسطيني السنوي.
العودة: تتباين الجهود البحثية تجاه قضية العودة من مركز لآخر فلسطينياً وعربياً. أين تقيمون هذا التباين؟ في التفصيل أم في الثابت؟
هناك ما يشبه الإجماع فلسطينياً وعربياً وإسلامياً على الحقوق الثابتة للاجئين الفلسطينيين، غير أنها تتكامل في ما بينها في طَرْق الموضوع من زوايا مختلفة. ولا يخلو الأمر من التكرار في أحيان أخرى.
العودة: هل أنت راضٍ عن مستوى الاهتمام بأبحاثكم لدى أصحاب صناعة القرار فلسطينياً، عربياً ودوليّاً؟
إلى حد ما، كثيراً ما تأتينا ردود أفعال طيبة من قيادات سياسية فلسطينية محسوبة على اتجاهات مختلفة. وتأتينا كذلك ردود أفعال إيجابية على عدد من إصداراتنا من سياسيين وقادة عرب، فضلاً عن التشجيع والدعم الكبير الذي نلقاه من الكتَّاب والمفكرين والمتخصصين في الشأن الفلسطيني.
العودة: متى يكون للمراكز البحثية والاستشارية القدرة في التأثير على من يرسمون السياسة في مكوناتها الجغرافية المتعددة؟
لم تتعود ساحتنا الفلسطينية، ولا منطقتنا العربية بعدُ الاستفادة المثالية من مراكز الأبحاث والتفكير، ولم تأخذ هذه المراكز حتى الآن مكانتها اللائقة في صناعة القرار. وهذا انعكاس لحالة التخلف التي يعانيها  عالمنا العربي، وللعقليات الفردية والمستبدة التي حكمت عالمنا العربي طوال عقود سابقة. ولعل الربيع العربي يحدث ربيعاً جديداً في آليات صناعة القرار، فيكون لمراكز الدراسات دورها في التأثير المنهجي المثمر.
العودة: كيف تقرأ حصاد العودة في 2011 م؟ وما هي الرؤية المقترحة لتفعيل هذه القضية في 2012 م؟
تأثر حصاد العودة سنة 2011 بالتغيرات والثورات التي شغلت عالمنا العربي. غير أن محاولات اختراق الحدود في شهر أيار/ مايو الماضي في لبنان وسورية والأردن أعطت رسالة كبيرة للعالم، بأن قضية العودة انتقلت إلى الجيل الثالث بنحو أكثر قوة وحيوية، وأن أبناء فلسطين لن يعدموا الوسائل المبدعة التي يمكن أن تشغل العالم بقضيتهم، وتجعل العودة على رأس أجندته، وإن مؤقتاً. وأعطت أيضاً رسالة قوية لصانع القرار الفلسطيني باستحالة التنازل عن حقّ العودة، بينما جعلت صانع القرار الإسرائيلي يقف مرتبكاً ومذهولاً من صلابة هذا الشعب وإرادته.
العودة: هناك من يرى أن في عدم ربط قضية العودة ببرنامج المقاومة تفريغاً للقضية من مضمونها الحقيقي. هل يمكن أن تتحقق العودة عبر برنامج التسوية؟ وهل برنامج المقاومة قادر على تحقيق العودة للاجئين الفلسطينيين؟
تنفيذ حقّ العودة يعني عملياً عودة أكثر من ستة ملايين فلسطيني إلى أرضهم المحتلة سنة 1948، وهو ما يعني عملياً إنهاء المشروع الصهيوني على أرض فلسطين. ولعل الصهاينة، بكل ما فيهم من صلف وغرور وأطماع توسعية، يفضلون ألف مرة إعطاء دولة فلسطينية على الأرض المحتلة سنة 1967، على أن يسمحوا بحق العودة. لذلك، من البديهي أن حقّ العودة لا يمكن تحقيقه إلا من خلال برنامج مقاومة شامل يؤدي إلى تفكيك المشروع الصهيوني نفسه.

العودة: تعددت الانطباعات الشعبية الفلسطينية بشأن قضية المصالحة بين حركتي فتح حماس وفتح.
كيف يمكن أن نضع محددات النجاح ومعايير التوافق الحقيقي في ظل الاختلاف في البرنامج السياسي لدى الحركتين؟
تكمن معايير النجاح الحقيقي لاتفاقية المصالحة بين فتح وحماس، في توافق الطرفين على تحديد أولويات المشروع الوطني الفلسطيني، وحسم طريقة التعامل مع السلطة ومساري التسوية والمقاومة. وتكمن في قدرة الطرفين على التعايش وإدارة الخلاف تحت مظلة فلسطينية واحدة (م.ت.ف)، والقبول بالتداول السلمي للسلطة. ومن ناحية ثالثة، من المهم قطع الطريق على التدخل الخارجي، وخصوصاً الإسرائيلي والأميركي في صناعة القرار الفلسطيني. وتكمن، من جهة رابعة، في إجراءات بناء الثقة على الأرض بين الطرفين، بما في ذلك فتح صفحة جديدة، وتحقيق سلام اجتماعي، وإعطاء كل الحقوق المرتبطة بالدماء وحقوق الناس التي تأثرت بسبب الأحداث.
العودة: قلتم في مقال لكم أخيراً: "إن احتمال انكفاء الأنظمة العربية الجديدة على همومها المحلية قد ينعكس سلباً على الموقف الفلسطيني”. كيف يمكن أن تكون قضية العودة حاضرة في برامجها؟
لا يمكن قضية فلسطين أن تكون حاضرة في ثورات التغيير العربية، إلا إذا كانت عملية التغيير تجري ضمن رؤية نهضوية حضارية وحدوية، تتجاوز الإطار المحلي الإقليمي. عند ذلك، تكون فلسطين في قلب عملية التغيير؛ لأن قوة الكيان الصهيوني وبقاءه مرتبطان بضعف ما حوله وانقسامه وتخلفه، وإن دخول الفضاء الاستراتيجي المحيط بفلسطين في عملية حضارية نهضوية وحدوية لا يمكن أن ينجح أو يتحقق من دون إزالة العائق الأكبر له في النهاية، أي المشروع الصهيوني الجاثم على قلب الأمة العربية والإسلامية.
إن وجود الحركات الإسلامية على رأس عمليات التغيير في بلدانها يعطي مؤشرات إيجابية على أن قضية فلسطين ستكون حاضرة في النظام السياسي العربي الجديد الذي هو تحت التشكُّل.

العودة: أين تسير الإدارة الأميركية في عام 2012؟ وهل ستكون قادرة على إحداث حراك إيجابي في القضية الفلسطينية؟
عانت الإدارة الأميركية في بداية 2011 من الارتباك والقلق، نتيجة الثورات العربية. لكنها سرعان ما تكيفت مع الأمر، وسعت إلى ركوب الموجة وتوجيه الأحداث وفق مصلحتها، مستغلة ما تملكه من أدوات نفوذ هائلة سياسية واقتصادية وإعلامية وعسكرية وأمنية. لكن الثورات إذا ما حافظت على تماسكها وقاعدتها الشعبية الواسعة، وتعاملت بحكمة وحزم مع احتمالات التدخل الأجنبي، فإنها ستتمكن من قطع الطريق على الأميركان والصهاينة وغيرهم.
أما في الشأن الفلسطيني، فما زالت الإدارة الأميركية عاجزة وغير جادة في إحداث أي تغيير إيجابي في القضية الفلسطينية، وهي ما زالت تعطي الطرف الإسرائيلي الغطاء الذي يحتاج إليه للتهرب من استحقاقات التسوية وللاستمرار في عمليات التهويد والاستيطان والحصار.

العودة: كيف تقرأ الوضع السياسي الصهيوني في ظل الانشغال الأميركي والمتغيرات الإقليمية واستمرار الانقسام الفلسطيني؟
الوضع الصهيوني يزداد تشدداً دينياً، ويزداد سلوكاً يمينياً متطرفاً، وهو في الوقت نفسه يعاني من تغير الفضاء الاستراتيجي المحيط بفلسطين، من بيئة متخاذلة مُطبِّعة إلى بيئة أكثر دعماً للمقاومة. والمشروع الصهيوني يتجه نحو مزيد من الانعزال والانكفاء وإلى عقلية «السور والقلعة». والصهاينة لا يملكون مشروعاً حقيقياً للتسوية، وقد يلجأ الصهاينة إلى تطبيق فكرة الدولة المؤقتة في الضفة الغربية والقطاع، أو الانسحاب الأحادي الجانب من الضفة، لكنهم سيستمرون في بناء الحقائق على الأرض من خلال توسيع عمليات الاستيطان والتهويد، وخصوصاً في القدس ♦
 
جديد الموقع: