تقاسيم على التوطين
ما اجتمع
مسؤولان في لبنان الا وكان التوطين ثالثهما، اتفقا او لم يتفقا. اذا اتفقا فعلى
رفض التوطين واذا لم يتفقا يكون رفض التوطين مخرجا. ملائكته حاضرة او تستحضر. الفلسطينيون
على نفس المسار، رفض التوطين وكأنها بسملة تصريحاتهم. هكذا يستمع اللاجئون
الفلسطينيون في لبنان الى تقاسيم التصريحات وسط خشية من الأعظم.
رفض التوطين
له آليات بدأت والله وحده يعلم اين تنتهي. لقد كان مسموحا للفلسطيني التملك مثل
الأجانب منذ عام 1948 حتى حرمانه هذا الحق عام 2001 . ففي العام 2001 صادق مجلس
النواب اللبناني على قانون يمنع بموجبه الفلسطيني من تملك ولو شقة في لبنان.
والمدافعون عنه يقولون بأنه لمنع التوطين!!!. وللعلم فمنذ النكبة عام 1948 كان
الفلسطيني يعامل كالأجنبي في موضوع التملك، وقد اشترى الكثير من الشقق والعقارات
سجلوها لدى الدوائر العقارية. فهل توطن هؤلاء او تخلوا عن حقهم بالعودة؟، لكن على
قاعدة ان مقاومة التوطين تتطلب اجراءات استباقية بالمفهوم اللبناني فقد شرع هذا
المنع العنصري، ويضاف الى منع العمل وبقية الحقوق المدنية. بعيدا عن التوطين هذه
القوانين تمنع استمرار الحياة للاجئين، فاين سيسكن من سيتزوج من اللاجئين سواء في
المخيمات او خارج المخيمات؟ (نصف اللاجئين تقريبا يعيش خارج المخيمات). انها عملية
طرد منظم نخشى ان يستفيد الاحتلال الاسرائيلي من هذا القانون لتشرعه على فلسطينيي
1948.
اذا بقينا في
نفس المسار، فما هو الأعظم؟ معلوم ان نصف الفلسطينيين تقريبا في لبنان يقطنون خارج المخيمات. كيف
سيؤمن هؤلاء سكنهم بعد هذا القانون؟ الله وحده يعلم. حتى ابناء اللذين تملكوا
عقارات لا يستطيعون ان يرثوها وبالتالي لايستطيعون التصرف بها. هذا وقف للتطور
الطبيعي للحياة. اما سكان المخيمات فحدث ولا حرج، نفس المساحة للمخيمات منذ اللجوء
وحتى تاريخه. اين يذهبون بانفسم؟ والأنكى ان السلطات اللبنانية دأبت بمنع دخول
مواد البناء منذ ما يقارب الخمسة عشر عاما.....
لكن حياة
اللاجئين تستمر رغم الجور وهم يستمعون يوميا الى تقاسيم مقاومة التوطين، ولكي
يتزوج شاب يقوم بشراء شقة يسجلها باسم قريب لبناني او صديق ليريح نفسه من عناء
الايجارات وارتفاعها. ويسكن في بيت يملكه ولا يملكه!! البعض الاخر ترك شقته باسم
صاحب العقار وكتب ورقة او عقدا (غير قانوني) بانه قد ابتاع الشقة.. ماذا لو قام
صاحب العقار ببيعه لآخر؟ قانونا: يطرد الفلسطبني من منزله؟ هل يظنن احد ان ذلك
سهل؟ هل يقول الفلسطيني "ما تواخذونا يا جماعة..بخاطركم" ويذهب الى
الشارع.
أما بعد، الكل
في لبنان مع عدالة القضية الفلسطينية، ومع ذلك هم ليسوا مع العدالة لأصحاب القضية.
فصل من نوع آخر بين القضية واصحابها كم دفع الفلسطينيون ثمن ذلك؟ فهل من مزيد؟
اشعر بدوار، واذكر الأخوة اللبنانيين بالمثل المصري " اصبر على جار السوء(التوطين)
يا يرحل يا تيجيلو مصيبة تاحذه" اتمنى الا نكون من الخيار الثاني.
لاجىء
فلسطيني